تمهيد

أقنعتني الفوضى أن انظمّها، فقفزت في ماضي حياتي، ولملمت أفكاري وأوراقي.

وجدتها ووجدتني متناثرين هنا وهناك.

فأيقنت أنّ الافكار مثل أي شيء آخر يملكه الانسان، إن لم يحافظ عليه، صدأ واهترأ وانطوى وصار في مكان ما، مهمل وعرضة للنسيان.

في هذا الكتاب مجموعة محاولات أدبية، في الشعر العامي والفصحى.

هذه المحاولات هي في الحقيقة خلاصات لتفاعلات معظمها عاطفية، مع أحداث مرّت في حياتي وشكّلت في وجداني حالات معيّنة دفعتني لأن أصورّها شعرا أو نثرا، وفق ما تدعو اليه الحالة.

وهذه الاحداث ليست كلها بالنتيجة أحداثا خاصة، حصلت معي أو لي بالذات، بل ربما تكون أحداثا مرّت على الوطن أو العالم.

ولأنني إنسان شاعر، فالحب في حياتي نوعين:

الحب العاطفي الذي أقع به يوميا مع امرأة مختلفة، أحبّها حتى ثمالة العشق، فأتكلّم عنها وأتغزّل بها وأغنّي لها.

وحب الوطن. هذا الحب الذي يقتلني كل يوم، لأنني كل يوم أصحو على هذا الوطن العربي الممزّق، فأحزن، وأتألّم وأبكي وأبثّ شكوتي لله ليسمعها الناس.

المرأة والوطن في حياتي، بمثابة الروح لا يمكن أن يفارقاني الا بعد الموت.

وأظن ان الله خلقني لأتنفّس حبّا، ولأحلّق في سماء صافية أغرّد مع الطيور أنغام العشق والحرية.


هذا الكتاب أهديه الى أمّي.
يا ماما
أنت النور الذي لا أزال استمد منه بصري وبصيرتي وأكشف به طريقي في هذه الدنيا.

أنت القلب النابض الذي يخفق بي ولي.

أنت الحب الذي علّمني وأنشأني.

أنت الروح التي أحيا بها.

أنت السلام الذي أنعم به.

أنت الامل الذي أعيش به.

أنت الحنان الذي أذوب به ومعه.

أنت الضمير الذي يقودني.

أنت الانيس الذي يرافقني.

انت السمير الذي يلازمني.

انت الهواء الذي يحييني.

انت الماء الذي يرويني.

أنت سؤدد طريقي.

أنت تقوى نفسي.

أنت رمز ايماني.

أنت خضرة حياتي.

أنت ضحكة أولادي.

أنت شراع مركبي.

انت نوري وهداي.

انت ارضي وسماي.

انت وسيلتي وغايتي.

فبدونك يا امي يصعب ان أوجد وان أكون.

يا خلاصة طيبة الامهات .

يا مدرار حنان ام موسى، وصبر هاجر وطهر البتول وبراءة آمنة.

أسأل الله لك الجنة والرحمة.

المؤلّف

سامي الشرقاوي

حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلّف