29‏/09‏/2014

الى محمد درّة في ذكراه


يا ولدي يا محمّد
لا بدّ بعدَ دكِّ غَزّة والقتلِ الجوّالْ
أن أسألَكَ في ذِكراكَ اليومَ سؤالْ
كيف استقبلْتَ الشهداءَ أصحابَكْ
الذين أصابَهم بغزّةِ ما أصابَكْ
في آخرِ مذبحةِ أطفالْ؟

هل أخبروكَ انّنا في أسوأِ أحوالْ
وأنّ مُسيْلَمةَ عادَ ومعهُ الدَجّالْ
وأنّهم بشراسةٍ ونَهمٍ يقتلونا
وأنّهم بعُهرٍ سافرٍ يسرِقونا
وأنّ بلادَنا أضحَتْ ساحاتُ قِتالْ؟

هل أخبروكَ عن ذُلِّنا وعيشِنا بموتِنا
وأنّنا بالكادِ نؤمّنُ خُبزَنا كفاتَ يومِنا؟
وهل أخبروكَ انّنا نسكنُ في الظلامْ
أو بلهيبِ وصقيعِ العراءِ أو بالخِيامْ
وانّه مسّنا سحرٌ كالذي بقِصصِ الخيالْ؟

هل أخبروكَ أنَّ هذا العالمَ السافِلْ
قد صدّرَ إلينا "شربوكةَ" مشاكِلْ؟
وأنّنا استلمنا معها "رُزمةَ لا حلول"
فلم نعُدْ نَعي ما نفعل ولا ما نقولْ
حتى غرِقنا ببحورِ الدمِ وعَقَمِ الجِدالْ؟

يا ولدي يا مُحّمد
أعلمُ أنّك حانقٌ منّي ولن تعذُرْني
لأنّني بالأمسِ ضيّعتُ النخوةَ منّي
فلم أنتقِم لكَ من صهيون اللعينْ
ولم أجاهدْ حقّاً من أجلِ فلسطينْ
وها انا اليومَ أجني هباءً منثورا
وأياماً نحِساتٍ شرُّها مُستطيرا
وظنّي أنّ عفوَ الله عنّي 
صارَ مُحالْ


سامي الشرقاوي