مجزرة الاحلام

وباتت الغربة غربات

في الارض والوطن

وحتى في النفس والذات

وصار الوهم واقعا ينهشنا

والحلم يُنحر على عتباتنا

وصار الجرح بحجم الذاكرة

والأمل لا يكبر عن مقياس قدم

أسموه في الشتات وطن

وأسموه عندنا مقبرة

لميّتٍ لا يعلم

أنّهُ يُدفنُ حيّاً فوق التراب
وبلا كفن

سامي الشرقاوي

هي البحرُ

من سناها نورَه النورُ سرَق

ومن شذاها الوردُ عطرَه سرَق

هي حنينُ الزمانِ وشوقُ المكان

وهي البحرُ الذي يُستلَذُّ فيهِ الغرَق

سامي الشرقاوي

حُبّي متل القدر الـْ مَكتوب بالآيات

وبْصَوتْها الـْ مَخنوقْ بـِ الغصّات

قالت بحبَّك .. وحُبَّك بـِ قلبي اشتدْ

بحبّات المطر .. بِبْعتلَكْ البَوْسات

وغرامْ وحبّْ .. عـَ قدْ ما فيكْ تعِدْ

قُلتْ .. يا باعْتي مع المَطَر نَهدَات

صحيح .. حُبِّك بحبّات المطرما بينعدْ

بَسْ إن كان حبِّك بتحدّدو الـْ غيمات

بْتِنجِلي الغيوم وبْيوقَف المَطر والعَدْ

لكن حبّي أنا ... بيِنْحَكى حكايات

لا كان قَبْلو .. ولا صار مِتلو بعدْ

حُبّي يا قلبي .. مِتل الهوا لـِ الرِيّات

اذا انقطع بْتِفنَى الدِني وكَوْنها بينْهَدْ 

حُبّي متل القدر الـْ مَكتوب بالآيات

لا بْيوقَف ولا بْينتهي ولَا بْيِنوَضَعلو حدْ

سامي الشرقاوي

أحبِّكْ

بعدما لم يعد الصبر رفيق

وصادقني النسيان

وصرتُ في هذا القدَر غريق

ولعبةً بيدِ الزمان

كلمة واحدة انهت المأساة

اسمِك

فقمتُ من الموت

وتشبّثتُ بالحياة

واستيقظَت بي الآهات

ولذّة الانين

وندمتُ على السنين

التي أضعتها سدى

دون شمسٍ ولا نورٍ ولا هدى

واليوم

وبعد ان بدأ القلب يرقص على وقع نبضِك

وبعد أن حلّقتُ بسمائك وتشبّثتُ بأرضِك

سأقول كلمة من الاعماق
وأكتبها على صفخات الآفاق

أحبِّكْ

سامي الشرقاوي

كيف لا أحبِّكْ

وأنتِ يا زهرة البيلسان

قولي بربّكْ

كيف لا أحبِّكْ

وعندكِ يضيع الماضي والغدْ

وترحلُ الاحزانْ

فيصبح الحاضر بطعم الشهدْ

وصبيّاً يافعاً مدى الأزمان

سامي الشرقاوي

يا حلوتي

بين حُمرة الخدّينِ وخَمرة الشفتين

زيّنتُ قلبي وملأتُ بشهدكِ دِناني

يا حلوتي 

لو أعادكِ الزمانُ كرّةً بعدَ كرّةٍ

لوجدتِ في كلّ كرّةٍ أنّكِ بأحضاني

سامي الشرقاوي

خفِّف يا دهرُ

خفِّف يا دهرُ نكباتَك

ماذا بعدُ أنتَ بنا صانعُ

فلا قدرة لنا على ردِّ طعناتَكَ

وفاضت بالجراحِ المواضعُ

هوَتْ هاماتُ بلادنا بـِ هبّاتك

وجفّت بمآقي العيونِ المدامعُ

خفّف وطأكَ وضرباتكَ 

ضُجنا وضجّت بمواجِعِنا المواجعُ

يا دهرُ لو تُراجِع بنا حساباتك

فلربّما غوَاكَ بنا طُهاةُ المقامِعُ

فلا نحنُ من قطعَ عليك صلاتك

ولا نحن مَن تُهنا وفقَ المراجعُ

نحنُ إن نسيتَ ... من سلالةِ هداتك

ما حلِمتَ حُلُماً الاّ وكنّا الواقعُ

عُد لرشدّك فهذي ليست صفاتك

واتقِّ الله بنا كي تتقّينا القوارعُ

سامي الشرقاوي

أبي

سأختصر يا أبي في ذكراك الكلام

فكلّ كلام الدنيا لن يفي شوقي إليْك

وأنا عاجزٌ أنْ أرسلَ من هنا حتّى سَلام

فلم يبقَ سلامٌ عندنا غيرَ السلامُ عليْك

تُقالُ عكسَ ما تعني أي موتٌ زؤام

وفي أحسنِ الحالات سَرقة ما لديْك

لكنّي أخبّيء دفئَك في قلبي المُضام

وبسمَتكَ وذاكَ البريقْ الرقيقْ بعينيْك

هذا ما يُصبّرني على عيشٍ كأنّه أوهام

فالعيشُ العيشُ معكَ وبكَ وبلمسةِ كفّيْك

آهِ يا أبي كم أحنُّ إليكَ والى تِلكَ الأيّام

عندما كانت دُنيتي أنتَ ومن عطاءِ يديْك

لن آسفَ على دُنيا سعدُها فقط عند الختام

يومَ تضُمّني لصدرك وأبكي فرَحاً على كتِفيْك

   

سامي الشرقاوي

الأمة

الأمة هي السلعة بيد التجار

ليس لها بالعير ولا بالنفير

الأمّة هي الضحيّة بسكين الفجّار

وكلّ من خلا من قلبٍ وضمير

الأمّة كل طفلٍ حُرمَ من وطنٍ ودار

ونُحرَ على مواقد الجهلِ والتَعتير

لكن مهما تعالت أمواج البحار

وخرق السفينة ماكر وشرّير

ستصل الى شواطيء النور والنهار

وستلبس لباس المجد والتقدير

لأن الحقّ حقٌّ ولو الزمان جار

ولأنَ الله على كل شيء قدير

سامي الشرقاوي

أذرعُ الفتنة

أذرعُ الفتنة ممتدّة 

من ايران الى السودان

والأئمّة يعدّون لها العدّة

ويوقدوا بألسنتهم النيران

قلوبهم غلفٌ مسودّة

هم أبعد من الشيطان عن الايمان

تحكّموا بشعوبٍ أنهكتها الشِدّة

وأغرقوها بالجهلِ والهوان

يُحذّرون من الفتنة المشتدّة

وهم غارقون فيها الى الأذقان

تاهَ الزمانُ ولو أرجعَ اليهِ رُشدَه

لندم أن انجب اولائك الفئران

هم من أعداءِ الأمّةِ أعدى وألدَّ

ظاهرهم وباطنهم خبثٌ ومكرٌ وعدوان

  

سامي الشرقاوي