30‏/04‏/2012

أنا هو


استطلعُ حروفاً طالما
روَتني مِن ظما
آهِ كمْ استنزفنا في حبّنا الكلامْ
وسموْنا في غرامنا والهُيامْ
وكلّما طوّعنا المسافاتْ
ونقشنا في السما
من عشقِنا آياتْ
كنّا على السحابِ كالاطفالْ
مع الملائكة نغفو بسلامْ
ونُحققُّ احلامَنا والآمالْ
لا نستيقظُ الاّ عندما
تبدأ تسابيحُ الطيورْ
ويمعنُ الفجرُ والنورْ
بتبديد الظلامْ
فنهبّ نسابق الهنا
هكذا نحن في الهوى
أنا هو وهو أنا
في نار الغرامْ
تذوّبنا وتصهَرْ
جسديْنا في روحْ
نوحّد الدَما
يسري بعروقنا ويفوحْ
نوقفُ الزمانَ لا نكبرْ
وحتى دقّات قلبينا
في قلبٍ واحدٍ تسكَرْ
ومن قلبٍ واحدٍ تبوحْ
وفي قلبٍ واحدٍ
تعودُ لتنامْ
وربّ الانامْ
يأخذُ من غفوتنا
لوحات غرامْ
يرسمنا ويكتبنا
بريشته والقلما

سامي الشرقاوي

21‏/04‏/2012

صرخة شعب موجوع


اليك ربّي أشـكو بثّي وحزَنـي          
ومن لـي غيرك يًفرّج احزانــي

خذلنـي من هم بضعةُ منــي
ومارسوا على مرِّّ السـنين خذلانـي

كلُّ عًصْبةٍ شدّت على رسنــي       
امتطتني، وفـق ما يحلو لها ركباني

أقدري... أن أكون مطيّة الزمن؟                
ينكز بأقدامه قلبي وروحي ووجداني

يصول بـي علـى جـمرٍ عفنِ        
أقفز جزعا من خوفٍ وقهرٍ ونيرانِ

قولوا لمن فوق طاقتي يحمّلنـي
ويحمل إسمي على بيارقه، وعنواني

قولوا لمن يدّعي حبّي ويقهرنـي       
قد أغريتَ الشياطين هدّ بنيانـي

كلّما قمتُ من ميتةٍ يبصقُني كفني       
الى ميتة أقسى. سئم الردى لقيانـي

قولوا لكل من بدوره يحكمنــي       
لا نفرّقً فيكم ما بين حنش وثعبـان

شرّعتم  لشرور الارض تلسعني
بسياطٍ، جريده كفرٌ غُلِّف بإيمــانِ

بعث جحافلَ إرهابِه إبليسُ يسلبني      
كل ما أملك من أمنٍ وأمــــان

طاف على الــورى بلؤم يلعنني      
وأهدر دمي حتى صار طوفــان

الموتُ للناس مرحمةٌ..  هكذا ظنّي     
فكيف يسلّط علينا أبنــاء الزواني

الشمس ترسل أشّعَتها  تلهبنــي       
ويسري سِمُّّها فـي عرقي وشرياني

يهبط ًشعاعًها فوقَ رأسي يشلّنـي
يُميت فكري و قلبي وحسّيَ الانساني

ما ذنبي وكل من تعاطاني ينكرني      
أنا دون خلق الله لست في الحسبانِ

أين حُبَُّ الارضِ والدارِ والسـكنِ      
أين زقزقةُ العصافيرِ ترنيما وألحان

أين لينُ القلوبِ يُفتِّحُ العشقَ بالشجنِ    
أيـن أريجُ الزهرِ مـن لوْزٍ ورًمّان

أين نومُ أطفالي بسًباتٍ حالمٍ هني       
أين حـلمُ الشبابِ الملوّنِ بألــوان

أين أعلامٌ توّجَت بفكرِها وطـني       
أين صكُّ العشرةِ. أين ودُّ الخـلاّن

أذكر من أيام عمري ومن زمني
زمانا طيّبا تعبق منه روح إنسـان

كل صبحٍ كنتُ أجددُّ عشقاً يُبهجُني      
أنا في عشقِ الوطن نقيٌّ، تقيّ متفاني

أُسكنه في عيني بين الرمش والجفن    
أََرقيه من شر خلقِ الانسِ والجـان

اسمه في سجل ألبابي أسكــرني      
وطيفه على صفحة الفؤاد أنشانـي

لو جاء كل ارهاب الدنيا يرعبنـي     
ما قدر أن ينزع مني ايمانـــي

رمانا بكم زمان لئيم، غادر دنـي       
بلانا بكم، حفنة من نسل هامــان

ومن نكد الدنيا علينا، أن ننحنــي    
لمن يدمّر علينا الهياكل والبنيــان

كل قطرة دم تلعنكم في السر والعلن    
كل شهيد عراقي غزّاوي ولبناني

شرّعتم الابواب لجيش ابليس الخني    
فعاث بنا فتكا وقتلا ودكّاً دون هوان

انتصر وانتصرتم.. وفنيَ من فني
وبقيت وحدي من ويل الهزائم أعاني

سامي الشرقاوي

18‏/04‏/2012

يا رب


مررت على اطلال الديار
آه كم تغيّر المشهد وتحوّلْ

قولي بربّكِ أيتها الاقدارْ
أتنتشي كلّما تغيّر حالٌ وتبدّل

كيف تتحكّمين بالقلوب والافكارْ
وكيف لا ترحمين من بكى وتوسّلْ

يا ديار الخير لو كان لي خيارْ
أو قدرةً عن حاضري هذا أرحلْ

لرجعتُ الى ناسكِ وبيوتكِ والازهارْ
وطرقتُ كلّ بابٍ عن كلِّ غالي أسألْ

وقبّلتُ جيراني وكان من بينهم جارْ
تطلّ من شبّاكه زهرةٌ هي حبّيَ الاولْ

وبرغم كلّ عاصفةٍ هبّتْ واعصارْ
ظلّتْ بين اضلعي وخوالجي تتنقّلْ

بئس هذه الحياةَ عشْناها جحيما ونارْ
فهلْ يا تُرى نرى جحيمَ الآخرةِ أفضلْ

أسفي على لحظاتٍ ضاعت من الاعمارْ
كان فيها الخيرُ أوسع والانسان أنبلْ

يا ربّ تُهنا ووجبَ التوبُ والاستغفار
لكنْ إنْ لم تهدنا كيفَ لرحمتك نوْصلْ

سامي الشرقاوي


الحبُّ المُقدّرْ




تتقاذفُنا الاشواقُ
تُبْحِرُ المسافاتُ بنا
وعلى متنِ شوْقِنا
مشتاقةٌ الى مشتاقْ
أنتِ لي نورٌ يخترقُني الى الاعماقْ
وأنا لكِ هدوءُ البحرِ وسِحرُ الآفاقْ
أنتِ أريجُ الزهرِ وعُطْرُ اللقاءْ
وأنا للدارِ الشوقُ وللمشتاقِ الترياقْ

سآتيكِ على جناحِ النسْمةْ
أحملُ البسمةْ
وبِيَدي باقةً من وُدٍ وسلامْ
آخُذُكِ معي الى دُنْيا الاحْلامْ
دُنيانا التي ليسَ لها حدودْ
ونحنُ فقطْ فيها كلّ الوجودْ
نُسبّحُ الربَّ المعبودْ
مع القمَرِ والشمسِ وباقي الكواكبْ
نُبحرُ مع عشقِنا في المراكبْ
نُغنّي قصائدَنا
وتُغنّينا الاساطيرْ
نطيرْ
فوقَ سحاباتِ العمْرْ
نشرَبُ من خمرةٍ
ليستْ كالخمرْ
نسكرْ
نصيرُ نحنُ رمْلَ شَطِّنا
من العقيقِ والعنْبرْ
نَبْني قصرَ عِشقِنا
نكْتبُ على أعالي بابِهِ
"الحبُّ المقدَّرْ"
نَزْرعُ ارواحَنا حدائقَ زهورْ
نَعبِقُ على الدنيا خُلاصَةَ عُطورْ
يسري عِشقُنا مع دمِّنا في عِرقِنا
كماءِ زهْرٍ مقطّرْ

هلاّ سألتِ حبيبتي
كيفَ نحنُ من بدءِ التكوينْ؟
كيف بُعِثْنا قِصَصَاً للعَاشقين؟
وكيفَ نحنُ لهمْ القسمَ واليمينْ؟

يا قِبْلةَ عمري كيفَ نحتارْ؟
وحبُّنا قدَرٌ وليسَ اخْتيارْ
وإنْ لمْ يكنْ قدراً
فمنْ غيري تختاري؟
ومن غيرَكِ اختارْ؟
احبُّكِ حبيبتي
سيّدتي
أميرتي ومولاتي
حبّاً فاقَ كلّ الاقدارْ

سامي الشرقاوي

17‏/04‏/2012

ما بقى تفلّي



يا حلوةِ الْ بالقلبْ بتْضلّي
حاجتِكْ بقا غايبي طِلّي

ماعادْ قادرْ احملْ غيابْ
رجعي وبْقلْبْ قَلبي غٍلّي

متِلْنا ما انكتبْ بَعدْ كتابْ
ولا غلّْ العشِق مِتلْنا غََلّي

بْعَرَقْ إيدي كاتبْلِكْ جوابْ
وبَعدْني ناطِرْ ردّكْ تَملّي

وتَا مَلّي كاسْ حُبْنا شَرابْ
مِنْ نبْعِ الصَفا بِغِبْ وبْمَلّي

زْرَعْتلّكْ عْيوني عا العْتابْ
عيْنْ ياسميني وعيْنْ فِلّي

هنّي وأنا ناطرينْ عالْبابْ
حتّى يا عُمْري عليْنا تهِلّي

لغيْرِك مِشْ حاسِبْ حسابْ
وتا تِرجَعي رَحْ ضلْ صَلّي

رْجَعِي زْهِقْتْ عَتْمِي وضَبابْ
رجَعِي نَوّْرِي عُمْرِي وحَلّي

وبسْ تِرجَعي يا أغلى الحْبابْ
بحلّفِكْ ما تفلّي وبْعَهِدْنا تْخِلّي

ما عادْ فيني إتْحمَّلْ عَذابْ
ولا قلبي بعد يتحمّل تفِلّي

سامي الشرقاوي

16‏/04‏/2012

الشهد والمشهود



الشهد والمشهود

يا من في عشقها أهيم وبها أحتارْ
وأغيب اذا ما رأيتها عن الوجودْ

ويغرّد اذا ابتسَمتْ عندليبٌ وكنارْ
وتحنّ لرقتها آهة الناي ونغمة العودْ

يا من تسقي قلبي لهيباً مترفاً ونارْ
لا يُطفئها إنسٌ ولا جنيٌ مرصودْ

أسألُ نفسي كلّما غاب عنّي نهارْ
وانطوى ليلٌ عن دربكِ المنشودْ

كيف يزيدُ العمرُ يوماً من الاعمارْ
إذا لم أجدْكِ أمامي فجريَ المولودْ

ولم أشمّ عطرك مع شذى الازهارْ
ولم يكن نهاري من نورك المردودْ

فأنتِ لي في سمائي كوكبي المختارْ
وأنتِ لي في ارضي رزقي الموعودْ

كيف تتركيني هكذا في مهبّ الاقدارْ
أنا من غير وجودك رجل قلبهُ مفقودْ

ولن يردّ لوجودي وحياتي الاعتبارْ
الاّ بسمتكِ منها أرى ربّنا المعبودْ

أنا لكِ خُلقتُ ولنْ يجدوا معي اعذارْ
إذا حوّلني نأيكِ الى صخرٍ جلمودْ

ببابينِ الموتِ والحياةِ نهاية المزارْ
أموت فأنا من هجركِ عمرٌ مخضودْ

وحياتي دونك ليس لها طعمٌ وقرارْ
ولا تطيبُ ولو كان طلحها منضودْ

حمّليهِ مِن ريقكِ كلّ طيرٍ حلّق وطارْ
لتكوني لي شهداً وأنا بهواكِ مشهودْ

سامي الشرقاوي

14‏/04‏/2012

المسيح حقّا قام




فادي وهادي ونبيٌّ رسولْ
وكلمةٌ مِنَ اللهِ وأمَنةٌ وسلامْ

تاهَت عنهُ شياطينُ العقولْ
وحضَنتهُ أفئدةُ المؤمنينَ الكرامْ

يا معجزةَ الخلقِ يا ابنَ البتولْ
بكَ صبّ اللهُ رحمتَهُ على الأنامْ

لأجلكَ هبّتْ الكائناتُ من الافولْ
ولأجلِنا فدَيتَنا كيْ تُحسنَ لنا الختامْ

دعوتَ لنا وانتَ الى الردى محمولْ
وباركتَ لنا عند نهوضِكَ والقيامْ

حقاً يا رسولَ اللهِ نقولُ ما تقولْ
ونمهرُ قلوبنا لكَ في المحبةِ والغرامْ

غير انّنا اليوم في وضعٍٍ غير معقولْ
وصرنا مع المحبة في عداءٍ وخصامْ

وصار الهدى عن قلوبنا يحولْ
وبات الكرهُ يقتلُ فينا صفوَ الوِئامْ

عدْ وخلّصنا وانتشلنا من الوحولْ
قمْ يا خير من لنا ماتْ
وخير من بنا قامْ

سامي الشرقاوي

رسالة الى امرأة كاذبة



لن ابدأ رسالتي بالسلام
ولا بالتقدير والتبجيل والاحترام
وستكون هذه الرسالة
براءة
من كل هذا الكلام
وأنتِ يا امرأة
ربما ستُحجمينَ عن القراءة
بمجرّد أن تَنظُري العنوانْ
وسيبدو على ثغركِ الفتّانْ
شبهُ ابتسامْ
أو ربّما
ستخفتين الاضاءة
وتحاولين القراءة
في الظلامْ
بالرغم من انّها استحالة
قراءة الرسائل في الظلامْ
لكنني في كل الاحوالْ
أريدُ أنْ أُبلغِكْ
أنّني سحبتُ من قلبي مديّتكْ
ولأمتُ جرحي من طعنتكْ
وحان وقت الانتقامْ
يا امرأةً بالكذبِ جُبِلَتْ
وبالطاغوتِ عُجِنتْ
إن كنتِ تراهنينَ على كوْني ملاكْ
علُقَ في الشِباكْ
فستخسرين الرهانْ
وستغوصين في أوهامْ
ولعلمِك
أنا لستُ مثلِكْ
شيطانْ
بل انسانْ
لكنه لا يكذبُ ولا يغدرْ
انّما إنسانٌ يشعرْ
وببلاهة كان يُصدّقْ
ما كان على بالهِ يخطرْ
بأنّكِ حلمٌ جميلٌ من الاحلامْ

يا امرأةً استطاعتْ
أنْ تُغلغلَ في كياني
أنتِ لم تخطئي عنواني
لانّني واضحٌ مثل الايامْ
بلْ انا الذي اخطأ العنوانْ
فقد تهتُ عن المكانْ
وسافرتُ الى مملكةٍ
خلَتْ من الكرامْ
تحكمها ملكةٌ
تاجُها بالكذبِ ممهورْ
ومصهورْ
مع الظلامٍ والديْجورْ
وجنودُها سفلةٌ لئامْ

اهنّئكِ يا امرأةً في مملكتِكْ
أحكمي وصدّقي كذبَتِكْ
قدْ تحرّرتُ من لعنتِكْ
فغرامك لم يكن يوماً غرامْ
ولم يقتلْني حدُّ سكّينتِكْ
ولا السمُّ المغلّفُ في بسمتِكْ
ولم يُصبْني من علّتِكْ
الموتُ الزؤامْ

لا تَعجبي من خطابي
فأنا لا اُنافقْ
لذلك لن أُلامْ
اذا لعنتُ صلاتكِ في محرابي
لانّها فعلٌ مارقْ
وفي كلّ الاديانِ حرامْ
وانتِ كنتِ يوماً كسارقْ
سرقَ الايمانَ من الامامْ

فإذا قرّرتِ قراءةَ سطوري
ستعلمين إنّي أراعي بكِ ضميري
لأنّه في أرقى مُقامْ
وأنّ قصائدَ عهودي ونذوري
وزجاجات عطوري
عليكِ حرامْ
غوصي في جذوري
فستعرفي كيف هو شعوري
بعد كذبكِ وغدركِ والخصامْ
لا تأتي طيْفاً في سريري
ولا حنينا يعبثُ في تفكيري
أو صفواً ووئامْ
فقد صحوتُ من تخديري
وبات في مقدوري
الانتقامَ لقلبي المُضامْ
لكنّ الثأرَ في تقديري
لا يرقى لمستوى تحريري
ولن يكونَ لي مَرامْ
سأكتفي بشطبِكِ من سطوري
ومحوكِ منّى على مدى الدهورِ
وسأُفرغُكِ من خزائنِ الأيامْ
فمَنْ مثلكِ لا يستأهلْ قصوري
ومصيره في الجحورِ
فبئسَ المصيرُ وبئسَ الختامْ

سامي الشرقاوي

07‏/04‏/2012

أخت الفتون




أحارُ بأمرِك يا أختَ الفتونْ
وأعجز أن اماشي سحرِكْ

لم ارى مثلك تلاعبُ الشجونْ
تكلّميني وغيري على صدرِكْ

اصبتِ في قولِك المتشبّهونْ
فلنراجعْ اسطرَ شعري وشعرِكْ

لا انكرُ انّي كنتُ بحبّكِ مجنونْ
لكنّني كنتُ احفظُ لك قدْرِكْ

رغم جُحدكِ كنتُ كرامتكِ أصونْ
لم أنتبهْ لنيران نُكرانكِ وغدرِكْ

وأنّ وراء البسمةِ خزينٌ مخزونْ
من نقمةٍ وعتمةٍ يسْكُنانْ خِدْرِكْ

وأنّ خلف النور ظلامٌ معجونْ
بخميرةٍ من ملحِ قسوتكِ وجوْركْ

قد كنتِ لي بالامسِ بؤبؤَ العيونْ
أمّا اليوم فما عاد يهمّني أمرِكْ

سامي الشرقاوي

02‏/04‏/2012

ما عدتُ أهواها


كفّ يا قلبي عن سؤالي
انا ما عدتُ أهواها
وجمُدَ في عروقي هواها
فاهجرْ خفقكَ بها
أنا تحرّرتُ من حبّها
ونزعتُ منّي قلبها
وارتاح بهجرها بالي

يا قلبي
ألم تسأمْ حنين الليالي
ألم تتعبكْ سياطُ جوْرها
وتوجعكْ طعناتُ غدرها
ألم تنسِل منكَ صفوك
وتخدش عفوك
ألم تعكّر نغمتك
وتُهرق نبضتك
ألم تقطّع أوصالكَ وأوصالي

هذا شأنها من وصال الى وصالِ
أتأمنْ بعدُ لهدوء نظرتها
وخلف المآقي خناجر الهلاكْ
فدموعها ليس كما ظننتها
دموع ملاكْ
ولا حُبيباتها
دررٍاً ولآلي

كفّ واتّقي غدرها القتّالِ
أتأمن لرقّة نبرتها
وفي عنّتها طعنتها
وكنتُ قدْ حسبْتَها
بلسماً
أو دواءً علْقماً
أدمنته وأدمنتها
فكان سُمّاً زعافْ
لا يكشفه منجّمٌ عرّافْ
ولا يشفيه طبيبٌ فائق الاحترافْ
سرى ببطءْ
في عرقي
وانتشر في كل جزءْ
من اجزاءِ عشقي
اغتال في الغرامِ حقّي
وفتكَ بآمالي

كفّ ألم تنوءَ بعد بالاحمالِ
إنّما هي قدرتها
في اخفاء نقمتها
خلف بسمتها
وأسرِ النورْ في ديجورِ
عتمتِها
قدرةٌ اعجزتْ وصفتُها
خيالَكَ وخيالي

كفّ يا قلبي
لا تكسّر النصال على النصالِ
فمهما كان وراء المواقف اسرارْ
ومهما كان عذرها فقد كرهتُ الاعذارْ
وانا الذي لها استنزفتها
وصليّتُ كي يحميَ الله عفّتها
ولمّا تعافت واستقامت ريشتها
بكَ وبي فتكتْ
وبدمٍ باردٍ
خفْقكَ وروحي سفكَتْ
ولم تراعي رقتّكْ
ولم ترأفْ بحالي

قد سقط النفيس ياالغالي
وأنتَ يا قلبُ قلبي
ولست قلبها
وسفْكُ الغرامِ ليس ذنبي
انما ذنبها
وهي تفوق في ذنوبها
قدرة احتمالك واحتمالي

ورحلَتْ وشدّت بالرحالِ
هجرَتْ الشروقْ
وجهتها الغروبْ
بئس الفعل الفسوقْ
هو في شرّهِ يذوبْ
ربّما مع فريسةٍ أخرى
أو ربّما الى طامّةٍ كبرى
فما تقاربَ مكرٌ وغدرْ
الا على لعنةٍ صبّها لهما الدهرْ
فهذا هو حدّهُ وحدّها
ونهاية الامرْ
يُطبقُ جزرُهُ على مدّها
ويجفّ النهرْ
وتبقى فقط كلمة ببالي
أغنّيها كلما طابَ لي
أن أغنّي موّالي

رحلَتْ وتوقّفَ عنها انشغالي
وأنا الذي ملّكتها
حياتي وروحي وقفاً لها
ظلمَتْ وجارتْ وغدرَتْ
بكلّ قسوةٍ روحي نحرَتْ
واغتالتْ قدري بها
ثم أمعنَتْ باغتيالي

هكذا سقطَ حرفُ الوصالِ
واختلّ الميزانْ
فكفّ يا قلبي عن كفّتها
أو عفّ واهجرني
ودعني بأمانْ
فأنا أرفض أن تكونَ مني
إن أنت سامحتها
ومنذ اليوم سأعلنُ إنّي
منّي أسقطتّها
فاسقط ان شئت أيضاً عنّي
فأنا لم أبالي برحيلها
وبرحيلك ايضا لن أبالي

سامي الشرقاوي