29‏/03‏/2012

الشهد والمشهود



يا من في عشقها أهيم وبها أحتارْ
وأغيب اذا ما رأيتها عن الوجودْ

ويغرّد اذا ابتسَمتْ عندليبٌ وكنارْ
وتحنّ لرقتها آهة الناي ونغمة العودْ

يا من تسقي قلبي لهيباً مترفاً ونارْ
لا يُطفئها إنسٌ ولا جنيٌ مرصودْ

أسألُ نفسي كلّما غاب عنّي نهارْ
وانطوى ليلٌ عن دربكِ المنشودْ

كيف يزيدُ العمرُ يوماً من الاعمارْ
إذا لم أجدْكِ أمامي فجريَ المولودْ

ولم أشمّ عطرك مع شذى الازهارْ
ولم يكن نهاري من نورك المردودْ

فأنتِ لي في سمائي كوكبي المختارْ
وأنتِ لي في ارضي رزقي الموعودْ

كيف تتركيني هكذا في مهبّ الاقدارْ
أنا من غير وجودك رجلٌ قلبهُ مفقودْ

ولن يردّ لروحي وحياتي الاعتبارْ
الاّ بسمتكِ منها أرى ربّنا المعبودْ

أنا لكِ خُلقتُ ولنْ يجدوا معي اعذارْ
إذا حوّلني نأيكِ الى صخرٍ جلمودْ

ببابينِ الموتِ والحياةِ نهاية المزارْ
أموت فأنا من هجركِ عمرٌ مخضودْ

وحياتي دونك ليس لها طعمٌ وقرارْ
ولا تطيبُ ولو كان طلحها منضودْ

حمّليهِ مِن ريقكِ كلّ طيرٍ حلّق وطارْ
لتكوني لي شهداً وأنا بهواكِ مشهودْ

سامي الشرقاوي

28‏/03‏/2012

أعوذ بالرحمن من ثورة غضبتك



أعوذ بالرحمن من ثورة غضبتِكْ
تُناقضُ رقّتِكْ فهي صلبةٌ لا تلينْ

آمنتُ بتوأمةِ التناقُضَ في روعتِكْ
وبأنّ الجنونَ هو شريعةُ العاشقينْ

كيفَ يُمكنني أنْ أعشقَ صفوتِكْ
وأقبل منكِ سطوتكِ التي لا تستكينْ

أو يُذيبني في غرامِكِ رحيقُ بسمتِكْ
ويحرقني بعذابٍ سعيرُ جوْرُكِ الدفينْ

أو أسبح في أعماقِ بحورِ دمعتِكْ
وأغرق في جدولِ هدوئِكِ الحزينْ

أو انتشي بروائح ورودكِ وجنّتِكْ
وأختنق بدخانِ نيران ظنّكِ الظنينْ

أو أناشد عطفكِ وعفوكِ ورحمتكْ
وقسوةُ عنادكِ تطغو مع الطاغينْ

ولمّا كطفلةٍ حنيْتِ لاقبّلَ وجنتِكْ
غرستِ بقلبي سلاماً وودّاً وحنينْ

ثم عُدتِ جنيْتِ بقوةٍ فتحتِ جبهتِكْ
غرفتِ من أنوثتكِ ناراً عليّ تَصبّينْ

وأنا بين الهنا والضنا وسرّ قدرتكْ
حرتُ وآثرتُ البقاءَ لديكِ رهينْ

زنوبيا لم تمتْ روما من ضربتِكْ
إنّما هو قلبي كلّ يومٍ بِصَمْتكِ تقتلينْ

سامي الشرقاوي

20‏/03‏/2012

ربيع الام



ما أحلاكي ما أبهاكي وأنتِ
نبتةً زرعها اللهُ في الارضِ
ليُزهر بكِ الربيعْ

ومن دفء رحمته سقاكي
لتذيبي من الحياةِ قسوة الصقيعْ

ضخّ في صدركِ من صبرهِ صبراً
رأفتهُ أعطاكي
لتنقليها الى كل طفلٍ رضيعْ

فرش لك جنانه ارضاً أرضاكي
لاجل دعائكِ هو البصير السميعْ

ما كانت الدنيا ولا كنّا لولاكي
منكِ خُلقنا جئنا الى هذا الكون البديعْ

امدرار الحنانِ انتِ يا ملاكي
أم انت ينبوعه أم أنت حوضه الوسيعْ

أم أنتِ زهرة الايمان بقلبنا الله طواكي
تنبضُ فينا نبضاً به نسمعُ الله ونطيعْ

أم أنتِ نور طريقنا تهدينا ما هداكي
أم أنتِ خلاصة الطهرِ وصفائه النقيعْ

أم أنتِ ضمير نفوسنا يقودنا لعلاكي
أم أنتِ أمل أرواحنا لحسابٍ سريعْ

نأخذ كتُبنا بأيْمانِنا وبروْحكِ وريْحانكِ
تُفتح لنا ابوابُ الجنانِ قدْرَ ما تستطيعْ

يطوي الله بنا السماء بعد ان اصطفاكي
ليزرعكِ مجدّداً في الارض
لتكوني لها الربيع
وتكوني لنا الشفيعْ

سامي الشرقاوي

07‏/03‏/2012

الى حبيبتي المرأة في يومها العالمي




كل عام وانتِ حبيبتي

حبيبتي الام والاخت والابنة

والسكن والامل

حبيبتي دِفءُ القلبِ ونور الدرب
ولهيب القُبلْ

حبيبتي دفقُ الطهرِ تصبّه
به الكونُ اغتسلْ

حبيبتي الانثى المثلى والدلعُ
والاغراءُ والخجلْ

حبيبتي الفكرُ النجيبِ ووحيُ الحبيبِ
وذكاءٌ اشتعلْ

حبيبتي لمعةُ الدمعةِ اذا ما بَرقتْ
تُنشي المُقلْ

حبيبتي لمسةُ الروحِ للمجروحِ
اذا دمعُهُ انهملْ

حبيبتي معي نفَسَاً لا يفارقْني
الى حين ينتهي الاجلْ

حبيبتي في قلبي نبضاً يخفقُ بها
دون كللٍ ولا مللْ

حبيبتي
في عيدكِ أهديكِ عمراً كان ناقصاً
لكن بك اكتملْ



سامي الشرقاوي

05‏/03‏/2012

لا أطلبُ الا عفوكِ أنتِ



 يكفي ما جنيتُ أسى وما جنيتي
قهراً في الهوى وهجراً وعذابْ

حبيبتي أنتِ إن شئتي أم ابيتي
لجمتُ لكِ الدهرَ حتى لنا تابْ

حزِنتُ إذ ظننتي بي ما ظننتي
فرحتُ عندما عادَ اليكِ الصوابْ

أنا لا أسمو إن أنتِ ما سموتي
أريدكِ في المَقامِ أعلى جوابْ

لمستِ بروحكِ نشوتي بعثرتي
أنفاسي فوق السحابِ والهضابْ

عَصَرْتِ بيديكِ قلْبَكِ ومُهجَتي
فصرنا للعاشقينَ حلوَ الشرابْ

رشَفْتِ وجعَ عُمري رشفاً لمْلمْتي
جُرحي حتى استوى والتأَمَ وطابْ

كشفاهكِ المنمنمةِ بَسْمتي نَمْنمْتي
صببتِ كؤوساَ من شهدِ الرضابْ

ولمّا نويتُ قمتِ ومعي صلّيتي
جعلتِ ابواب السماءِ لنا محرابْ

ناجيْتِ في عُلاكِ ربَّكِ وعاتبتي
أرأيتِ كمْ يطيبُ مع اللهِ العتابْ

ليس وحدَكِ حبيبتي عِشْقَنا ارتكبتي
فأنا في الهوى المُذنِبُ والمُصابْ

أَشْهدُ بالله يا عمري أنّي بحبِّكِ أنتِ
لا أطْلُبُ عَفواً ولا أبغي أيّ متابْ

أنا لا أطلبُ الآن الاّ عفوَكِ أنتِ
وعِندَكِ فقط أرومُ حُسنَ المآبْ
 
سامي الشرقاوي

02‏/03‏/2012

سقط النفيس



سقط النفيسُ فجأةً من العيونِ
وخيّمَ على النفسِ حزنُ الزمانْ
كم يوجعُ الفؤادَ سقوطُ النفيسِ
يقعُ ضحيةَ خسيسٍ من الصبيانْ
يبكي الشاعرُ على وحيٍ ماتْ
بعد ان نزفَ من قلبهِ والشريانْ
ويدمعُ الانسانُ على حبٍّ هوى
كاد أن يكونَ اسطورة الانسانْ
مررتُ على بيتٍ كنتُ شيّدته لها
من عقود الياسمين وطوبِ الجنانْ
بنيته بحنانٍ على شطّ بحر هواها
آه كم غارتْ يا شطُّ منك شطئآنْ
تركتُ على السرير دفتراً ازرقاً
فيه رسمتها بلونٍ أدهشَ الالوانْ
رميتُ من قلبي زجاجةَ عطرها
ما تعوّدت عطراً لا يعبقُ بالوجدانْ
جرّدتُ حواسي من ايّ اثرٍ لها
لن احملَ معي شعوراً لم يصانْ
سحبتُ ملابساً كنتُ عندها ركنتها
ملابس شاعرٍ وفارس الفرسانْ
رأيتُ جرحي ينزفُ من مرآتها
تذكّرتُ كم لمْلمتْ جروحي بحنانْ
لعنتُ البيتَ واليومَ الذي فيه سكنتهُ
رحلتُ وصورها معلقة على الجدرانْ
اقلعت بسفني وفي بحر الهوى مخرتُ
تركت الاقدارَ تكون لسفينتي ربّانْ
لوميني يا نفسي كما شئتِ لكنّي مللتُ
أن اكونَ للزور شاهداً ومللتُ النكرانْ
ستظل في القلب جرحاً ونزفاً ما حييتُ
يوجعني حيناً وينشيني بعضَ الاحيانْ

سامي الشرقاوي