14‏/04‏/2012

رسالة الى امرأة كاذبة



لن ابدأ رسالتي بالسلام
ولا بالتقدير والتبجيل والاحترام
وستكون هذه الرسالة
براءة
من كل هذا الكلام
وأنتِ يا امرأة
ربما ستُحجمينَ عن القراءة
بمجرّد أن تَنظُري العنوانْ
وسيبدو على ثغركِ الفتّانْ
شبهُ ابتسامْ
أو ربّما
ستخفتين الاضاءة
وتحاولين القراءة
في الظلامْ
بالرغم من انّها استحالة
قراءة الرسائل في الظلامْ
لكنني في كل الاحوالْ
أريدُ أنْ أُبلغِكْ
أنّني سحبتُ من قلبي مديّتكْ
ولأمتُ جرحي من طعنتكْ
وحان وقت الانتقامْ
يا امرأةً بالكذبِ جُبِلَتْ
وبالطاغوتِ عُجِنتْ
إن كنتِ تراهنينَ على كوْني ملاكْ
علُقَ في الشِباكْ
فستخسرين الرهانْ
وستغوصين في أوهامْ
ولعلمِك
أنا لستُ مثلِكْ
شيطانْ
بل انسانْ
لكنه لا يكذبُ ولا يغدرْ
انّما إنسانٌ يشعرْ
وببلاهة كان يُصدّقْ
ما كان على بالهِ يخطرْ
بأنّكِ حلمٌ جميلٌ من الاحلامْ

يا امرأةً استطاعتْ
أنْ تُغلغلَ في كياني
أنتِ لم تخطئي عنواني
لانّني واضحٌ مثل الايامْ
بلْ انا الذي اخطأ العنوانْ
فقد تهتُ عن المكانْ
وسافرتُ الى مملكةٍ
خلَتْ من الكرامْ
تحكمها ملكةٌ
تاجُها بالكذبِ ممهورْ
ومصهورْ
مع الظلامٍ والديْجورْ
وجنودُها سفلةٌ لئامْ

اهنّئكِ يا امرأةً في مملكتِكْ
أحكمي وصدّقي كذبَتِكْ
قدْ تحرّرتُ من لعنتِكْ
فغرامك لم يكن يوماً غرامْ
ولم يقتلْني حدُّ سكّينتِكْ
ولا السمُّ المغلّفُ في بسمتِكْ
ولم يُصبْني من علّتِكْ
الموتُ الزؤامْ

لا تَعجبي من خطابي
فأنا لا اُنافقْ
لذلك لن أُلامْ
اذا لعنتُ صلاتكِ في محرابي
لانّها فعلٌ مارقْ
وفي كلّ الاديانِ حرامْ
وانتِ كنتِ يوماً كسارقْ
سرقَ الايمانَ من الامامْ

فإذا قرّرتِ قراءةَ سطوري
ستعلمين إنّي أراعي بكِ ضميري
لأنّه في أرقى مُقامْ
وأنّ قصائدَ عهودي ونذوري
وزجاجات عطوري
عليكِ حرامْ
غوصي في جذوري
فستعرفي كيف هو شعوري
بعد كذبكِ وغدركِ والخصامْ
لا تأتي طيْفاً في سريري
ولا حنينا يعبثُ في تفكيري
أو صفواً ووئامْ
فقد صحوتُ من تخديري
وبات في مقدوري
الانتقامَ لقلبي المُضامْ
لكنّ الثأرَ في تقديري
لا يرقى لمستوى تحريري
ولن يكونَ لي مَرامْ
سأكتفي بشطبِكِ من سطوري
ومحوكِ منّى على مدى الدهورِ
وسأُفرغُكِ من خزائنِ الأيامْ
فمَنْ مثلكِ لا يستأهلْ قصوري
ومصيره في الجحورِ
فبئسَ المصيرُ وبئسَ الختامْ

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات: