أوغاريت نفس الحكاية أنتِ
تغيّرت الدنيا وما تغيّرتِ
حكاية الارض والنفوس
حكاية القرابين والطقوس
حكاية الصراع الازلي على السلطان
حكاية العنفوان
حكاية سلب الخصوبة
والارض المنكوبة
حكاية الطمع والعدوان
والثورة والانتقام
وقتل الانسان في قلوب الانام
تبدأ الحكاية بداء العقَمْ
والصلاة للشفاء
وحمْل الرحِم
وانتظار المولود
كي يثمر العنقود
ويمتدّ السلطان لعهود
وتربط الرواية اوغاريت بمصر
اليس ذلك أعجوبة الحكاية
أن يأتي من مصر الكوثر
ليبارك حروف الابجدية
ومعه لأقهات هدية
بمناسبة مولوده البكر
قوساً ونبال
اذا رمى يطال
ما لا يخطر على بال
والآلهة عنات
يتعتعها السكر والطمع
تلقي الكأس وتصرخ بأقهات
هات قوسك ونبالك
وألقي عليّ احمالك
وخذ مني ما بدا لك
اعطيك الحياة للمولود
اعطيك الخلود
ويصرخ بها لا تكذبي
ومني ومن قوسي لا تقربي
انا كباقي الناس
اولد واموت وأُدسّ في التراب
وللرجال خلقت الاقواس
تغضب عناة الطامعة
وبقدمها تضرب الارض ضربةّ قارعة
تُغرق الزرع والنخيل
وعند منبع النهرين تدخل في حمى ايل
وتنمّ على اقهات وتتهمه بأشنع التهمات
تقول اهانني وتطلب له الممات
يبارك ايل لعناة الانتقام
وتوكل أمر المهمة ليطفان وهو أحد الخدّام
وتحوّله الى نسر كاسر
لينقضّ على اقهات وينتزع منه القوس بأعجوبة
وبضربةٍ غير محسوبة
يتدخّل القدر القادر
ويُقتل اقهات على يد يطفان
ويطير بالقوس ولكن من خوفه
يسقط منه في البحر ويضيع
فتبكي عناة وتنوح
لا هي نالت القوس
ولا بقيت الروح
في أقهات
فأخذت على نفسها عهدا
أن تعيده الى الحياة
وأمرت يطفان أن بالسر لا تبوح
لكن بموت أقهات ذبلت مراعي الحقول
وتكاثرت في السماء الطيور الجوارح
التي تأكل الجسد المقتول
فيأمر دانييل والد اقهات ابنته البتول
أن تصحبه الى الحقول الذابلة
ليصلي كي يهطل مطر اللواقح
وتزهر الارض بعد الذبول
وتأبى الارض أن تينع لسبعة اعوام
حزنا على اقهات
ويدري دانييل بخبر الممات
ويدفن ابنه الذي اكلته الطيور
ويتوعد بالويل والثبور
وعظائم الامور
لقتلَة ذريته
وتطلبُ منه ابنته
أن يسمح لها بالانتقام
وذهبت تقصد يطفان
فعرفها وقدّم لها الطعام
وما فطن لما تخفيه
من امر
وجلست معه خمرا تسقيه
ولمّا تمكّنت من رأسه الخمر
وراح يتباهى بقتله اخيها بلا حياء
سحبت خنجرها من غمده
وقطعت رأس يطفان انتقاما للارض والسماء
وارسلته الى لحده
ضاع من الحكاية البقية
لكنها تبدو الآن جلية
هي حكاية ارض كنعان والكنعانيين
وكيف تُسلب بدءاً من فلسطين
وكيف لا يصل الطامع لمرامه
وكيف يطوّع المنتقم حسامه
وكيف تمتنع الارض عن الخير
وكيف يضيع الحق المسلوب
وتُقتل الناس في الحروب
وكيف تتغير السلطات والمواقع
وكيف تتحوّر المراجع
وبشكل مختلف تحكي التوراة
قصة عناة وأقهات
فالحقيقة انه في اوغاريت تبدأ الواقعة
اما فلسطين فهي ارض الفاجعة
فيغتصب صهيون الارض
ويصرّ على متابعة الاغتصاب
ويصبح على كل الاعتاب
ونحن من يوم اغتصاب فلسطين
في ندب ونحيب
نقصد قصور الآلهة
ولا من مجيب
والامر الغريب
أننا هجرنا قتال الاعداء
وقاتلنا الاخ والقريب
وحوّلنا بلادنا الى اشلاء
سامي
الشرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق