من باب مصر والشام لمكة وفلسطين
هذي هي الارض المباركة منذ التكوين
خلط الله من ترابها مزيجا استوى بشرا
وفي انهارها حياة لاهل الارض أجمعين
منها بعث الله الى الدنيا رسل رحمته
ومنها هبّت حضارة العلم والفكر المبين
واليوم ما تغيّرت ومهما لذلك جهدتم
تبقى ارضنا المباركة ومقبرة المتخلّفين
تقمّصتم قوم ثمود وهود وتُبّع والغابرين
ينخر ضمائركم وسواس شيطان لعين
قلبتم العلم جهلا وهفت نبضات فكركم
زيّفتم الاديان فصارت السلطة هي الدين
وأصبح الايمان مزاجاً وهوىً لنفوسٍ
تبسط بالسوء امارتها على المساكين
ما لكم وقد خدّركم الاسخريوطي بدنانيرٍ
من ملايينٍ رأس مالها كان فقط ثلاثين
تتقاتلون إذ خدعكم قوم خيبر وبنو النضير
قد خدعوا الناس قبلكم على مدى السنين
وخدعوا من قبل موسى وعيسى ومحمدا
وخدعوا من النصارى رهبانا وملوكا طيبين
أين الصحوة أين النخوة أين هبّةُ الابطال
أين عليّا أين عمرا أين الصفوة من المتقين
نقيّ الثوب قليل العيْب قال علي في عمر
وقال عمر انه لولا علي لكان من الضائعين
خلعتم بعدهم مجدكم وهان عليكم هوانكم
كيف ارضاكم أن قبعتم في خدوركم نائمين
وكلما صحوتم صحوة تسفكون دماء بعضكم
ثم تبكون وتصبحوا على ما فعلتم نادمين
قضمت اسرائيل ارضنا وفكرنا وسلبت قدسنا
ونحن واقفون خلف أئمة الجهل نردد آمين
أما أدركتم أن الله تبرّأ منكم ومن مكركم
ولن يستجيب الا اذا تبتم ودعوتوه مخلصين
فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
والله نسيتم كلام الله مع انكم لكلامه مرددين
لا تطمعوا في الله جهلا فيخيّب رجائكم
لانه يعلم انكم تعيثوا في الارض مفسدين
سامي الشرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق