يا شام يا قلب الايام

اقطعوا الاوردة والشرايين
والوصل والتواصل وصلات الارحام

انفثوا أنفاسكم ايها الجاهلين
اقتلوا الحروف واسفكوا بلاد الشام

غمّسوا الخبز بدماء المساكين
وأولِموا على ارواح العوام

تقاتلوا بإسم السلطة والحرية والدين
وحرِّموا الحلال وحلِّلوا الحرام

دمّروا احرقوا الارض بناسها الطيبين
فجّروا الاسواق ودور الايتام

اعملوا ما تمليه عليكم الشياطين
والشرق والغرب واولاد اللئام

لقد اختاركم صهيون لتكونوا المنفذّين
عندما حكم على الشام بالاعدام

فاعلموا انكم جميعا بالجرم متساوين
وانكم بارعون جداً بتنفيذ الاحكام

إنّما لن تقدروا على قتل الياسمين
هو من روح الله وسرّه للسلام

يا شام يا درب الرسل وسكن المتقين
ويوم البعث باب معراجِ الانام

تموتُ الدنيا وتصبحُ من الغابرين
وتظلي يا شام القلب النابض للايام
  
سامي الشرقاوي

الارض المباركة

من باب مصر والشام لمكة وفلسطين
هذي هي الارض المباركة منذ التكوين

خلط الله من ترابها مزيجا استوى بشرا
وفي انهارها حياة لاهل الارض أجمعين

منها بعث الله الى الدنيا رسل رحمته
ومنها هبّت حضارة العلم والفكر المبين

واليوم ما تغيّرت ومهما لذلك جهدتم
تبقى ارضنا المباركة ومقبرة المتخلّفين

تقمّصتم قوم ثمود وهود وتُبّع والغابرين
ينخر ضمائركم وسواس شيطان لعين

قلبتم العلم جهلا وهفت نبضات فكركم
زيّفتم الاديان فصارت السلطة هي الدين

وأصبح الايمان مزاجاً وهوىً لنفوسٍ
تبسط بالسوء امارتها على المساكين

ما لكم وقد خدّركم الاسخريوطي بدنانيرٍ
من ملايينٍ رأس مالها كان فقط ثلاثين

تتقاتلون إذ خدعكم قوم خيبر وبنو النضير
قد خدعوا الناس قبلكم على مدى السنين

وخدعوا من قبل موسى وعيسى ومحمدا
وخدعوا من النصارى رهبانا وملوكا طيبين

أين الصحوة أين النخوة أين هبّةُ الابطال
أين عليّا أين عمرا أين الصفوة من المتقين

نقيّ الثوب قليل العيْب قال علي في عمر
وقال عمر انه لولا علي لكان من الضائعين

خلعتم بعدهم مجدكم وهان عليكم هوانكم
كيف ارضاكم أن قبعتم في خدوركم نائمين

وكلما صحوتم صحوة تسفكون دماء بعضكم
ثم تبكون وتصبحوا على ما فعلتم نادمين

قضمت اسرائيل ارضنا وفكرنا وسلبت قدسنا
ونحن واقفون خلف أئمة الجهل نردد آمين

أما أدركتم أن الله تبرّأ منكم ومن مكركم
ولن يستجيب الا اذا تبتم ودعوتوه مخلصين

فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
والله نسيتم كلام الله مع انكم لكلامه مرددين 

لا تطمعوا في الله جهلا فيخيّب رجائكم
لانه يعلم انكم تعيثوا في الارض مفسدين



سامي الشرقاوي
 

يا غزة أنتِ عُقر الوطن

يا من بدهاء ومكرٍ تحيكون الفتن
وتنفثوا خبثكم من خلف الستائر

سنشهد يوماً يعود لرشده الزمن

يرتدّ عليكم مكركم وتدور الدوائر

الذي غزا غزة غزا عُقرَ الوطن
أيقظ ربيعا كاد ينام في الضمائر

لملموا اوراقكم وارحلوا فالوقت أذَن
لن يساوم بعد اليوم الاغرارُ الحرائر

صهيون الذي اشتراكم بأبخس ثمن
هو اليوم في تجارته مريضُ حائر

كانت قبضته بالامس تُركع من جَبَن
واليوم أمام عزم الاحرار عزمه خائر

لم يحسب أسياده يوماُ ولا هو فطَن
أن يولد من رحم الضعف حرٌّ ثائر

يقارع في العلم بعقلٍ عقولهم وزن
وسيفه يوم الوغى في قلوبهم غائر

سامي الشرقاوي

رح حلّفكْ يا وردْ

رحْ حلّفكْ بالعطرْ يا وردْ
باللوْن بالحِرقة برقّة الوَرقة

بالنِسمي بالبَسمي بالشهدْ

الْ منّك سارقو النحل سرقة

بخدودها الْمقمَّرة الْ كلْ خدْ
فالِق لوَحْدو من الحِسنْ فَلقة

بخصِرْها المِحتَدْ بصدرها بالنهدْ
بجيدها الناعم المصبوب المنقّى

باللمسي بكفّها بإيِدها بالقَدْ
بعيونها يللّي عليْكْ مشتِلقَة

بسِحرْ نظرةْ ما نوَضعْلو حدْ
بلحظْها الجارِف قلوب محتِرقة

بجِفنها برمِشها الممْدودْ مدْ
بتِمّْها الْ من الكوْثر مسقّى

بشفافها الْ ما خُلِقْ متلُنْ بعدْ
شِفّي حدّ الشمس مارقَة مرْقة

وشِفّي سارقة الطيِب منِ الرَندْ
بطعم العسل واللَّوْز المفقّا

بجمالها المسكوب الْ عن جدْ
كرْمالو ربْنا خالقِ الشَهقة

بشو بحلّفكْ بعدْ يا وردْ
يا رفيقها .. يا زيِنة الرفقة

لا تغارْ منها انتو الهنا والسعدْ
مع دّقات قلبي بتعمْلو جوْقة

انتَ الشوْق للحبْ والوعدْ
ولهْفةِ النطْرة وفرحةِ المَلقى

خلّيك عطُرْها الْ بيشدْني شدْ
ويهديني عليها بعتْمِةِ الفرقة

لأنها رَجِوْتي كلْ ما الحنين اشتدْ
ورِزِقْتي مِن لمّا ربّنا وزّعِ الرِزْقة

سامي الشرقاوي

اللوحة من أعمال Brenda Burke

شو ناطرة فوتي ......

ناطرِكْ عالبابْ حتى تدُقّي وقولْ مينْ
وإسمعْ نهْنهةْ صوتِكْ وأعرفِكْ جيتي

تِخْمينْ إمِّكْ حِمِلتِكْ بعيونْها الناعسينْ
وانتي جُوّاتْ حلا كحْلِ عيونها ربيتي

فوتي يا شمْسْ عُمري وفَوّْتِي حْساسينْ

إنتي تفًتفْتي قلْبي وهنّي ينًقِوْدو فْتافِيِتي

خلّيكي تا ما يهرُبْ منِ سْنينِي سْنينْ
ما تظنّي بيبقى فيني عمُرْ إذا مشيتي

خلّيكي تا نورِكْ يخلّي شموعي شاعلينْ
اذا انطفوا لا معي نورْ ولا عُودْ كِبريتِي

خلّيكي تا جِبْلِكْ منْ طيورِ السما تلاحينْ
يلحّْنوا الآهاتْ لنبْضاتْ قلْبي كلّْ ما حْكيِتي

خلّيكي تا رشِرْشِكْ ورَقْ زنبقْ وياسْمين
ونبِّعْلِكْ منِ الهَنا وفرْفِحْ أنا كلّْ ما هْنيِتي

وجمّعْلِكْ البوْساتْ وحلِّيها لَشْفافِكْ الحلوينْ
وبوُسِكْ كلّْ ما غْفيِتي وبوُسِكْ كلّْ ما وعيتي

سامي الشرقاوي

على مهل يا عمري

ليش يا عمُرْ مستعجِل وطايرْ
تروّى روقْ وسوقْ عا مهلْ

عا قدْ ما كِنتْ مكتئِبْ وفايرْ
اليوم حابِبْ فيكْ إغزُلْ غزْلْ

حَبيبْةِ القلبْ قلبِتْ المصايِرْ

وصِرتْ بدّي إنهَلْ نبوعَكْ نَهلْ

كانِتْ حياتي ناشفي وقلبْ غايرْ
ومعها حياتي طابِتْ مِتِلْ شهد النْحلْ

يا عمري اللي معَكْ لافِفْ ودايرْ
ما لْمَحْتكْ الاّ من عيونْها الشِهلْ

يا ريت يهدا الوقتْ وتطلْ البشايرْ
وكل يوَمْ معها يمشي ببْطءِ النملْ

وكل ما يطلْ الليْلْ وتُضوي المنايرْ
ينعاد الصبُحْ ونحنا معو نرهُل رهِلْ

ونضلّْ هيك انتَ عمُر مِستَغْرِب وحايرْ
ونحنا بعد ما ضعنا عدنا والتَمّ الشملْ

ويا شمس حياتي اخترقي عتم الستايرْ
دفّيني وخلّي نورك فيني ... ينغُلْ نغلْ

سامي الشرقاوي

اللوحة من اعمال
Christiane Vleugels

دروب العشق

قالت والهوى هدْهدَ قلبَها
أحبّكَ كيف تقولُ أحبُّكِ
قلتُ وأنا أحبُّ كيف تسمعيها
وكيف يرفُّ لها قلبُكِ
قد سلكتُ دروبَ العشقِ جميعَها
ولم يوصلْني للحياةِ سوى دربُكِ

سامي الشرقاوي

عمري الى أمسي

إن لم تكوني حلمي المُترَفُ في منامي
كلّما نمتُ وألقيتُ على الوسادةِ رأسي

وإن لم أجدْكِ كلّما فتّحتُ عيْني أمامي
ولم أشْتَمَّ عطرَكِ وعانَقتْ نفسُكِ نفسي

أو سكتَ دفئُكِ عنّي بصلاتي وقيامي

وافتقدتكِ لليلي قمراً ولنهاري شمسي

عندها يتوقّفُ الزمنُ عن حِسبةِ أيامي
ويكون آخر يومٍ في عمري هو أمسي

سامي الشرقاوي

في بؤبؤ العين

أعرفُ يا فاتنتي
أنّ أجمل امرأةٍ في الكونِ أنتِ

وأنّ الله فيكي سكب الانوثة
وزّعتي منها على النساء وصدّرتِ

وانّكِ معذورة حتى في غرورك
فحسنك يزيد إن أنت اغتررتِ

ولكن اخالفكِ أنّك لا تتكرّري
فأنتِ في بؤبؤ عيني
وفي البؤبؤ الثاني تكرّرتِ

سامي الشرقاوي

حروف الابجدية

اعذريني إن لم يَشفِ كلامي غليلكِ
تمهّلي ولا تُلقي الملامةَ عليّ

فقد غصتُ في بحور اللغاتِ جميعها
فتّشتُ كلّ محارةٍ واستنطقتُ كلّ حوريّة

فلمْ أجدْ حرْفا يفي في عِشقي حقّكِ
ورجعتُ خالي الوفاض لا أفقهُ شيّا

عجِزَ لساني عن وصفِ غرامي وعُذري
أنّي خذلني في الهوى حروفُ الأبجدية

سامي الشرقاوي

يا عيد

يا عيد الْ جايي تخبّط عالباب
وجايب معك أمل خجلان يفوت

بدّي افتحْلك لكن قلبي الْ داب
بحسرتو من حسرتو ح يموت

قللي ان ما اجو معك الحباب
اتركك عالباب واقف ليش تفوت

ليش نعيش حباب عن بعض اغراب
وليش صار الفرح عنّا صنم منحوت

يا عيد يلْ جايب معك امل خاب
وهرب منّك شو بدّك تحكي سكوت

وحاجتك بقا تجي وتوقف عالعتاب
رجّع رهجتك حاجتك عالطريق مزتوت

سامي الشرقاوي

العشق المجروح

آه يا عشقُ يا رفيقي المجروح
أتحنّ كما أحنّ الى المكان والزمان

والى رفاقٍ كانوا تعتّقوا في الغرام
أين أنتم يا سمّارَ السهرِ يا خلاّن

كنّا مع الشوق نحطّ في مصر رحالنا
أين أنتِ منّا اليوم يا ارض الكنان

وكنّا اذا يحلو لنا العناق لا نرتوي
حتى نضمّ في العناق الشام ولبنان

آه يا سهر كيف قتلوا فيك القمر
وحوّلوا الموّال ندْباً والضحك أحزان

أمتني يا موتُ ألف مرة لا اريد القيام
كيْ لا أعيش مرّة بين وحوشٍ وغيلان

أو أرجعني يا زمان إن أمكن الى زمانٍ
كان يسكنك فيه ضميرٌ وقلبٌ وإنسان

سامي الشرقاوي