لوْ قَضَيْتُ عُمْريَ أمشي وأحلَمُ بلِقائِكَ على الطريقْ
أوْ نَبذْتُ الناسَ أرفضُ غيرَكَ حبيباً ولِروحِي رَفيقْ
لوْ تأجّجْتُ بنارِ الوجْدِ تَحرُقُني وتَلذّذْتُ بهذا الحريقْ
وما عادَتْ الدنيا دونَكَ تَعْنيني وما عِدْتُ نَفْسي أطيقْ
لا تَلُمْني
لوْ عِشْتُ أرْعى الفؤادَ بالآمالِ كيْ وِدَّكَ أنالْ
أوْ رِحْتُ أبني قُصورَ حُبّكَ مِنْ سِحْرِ الخيالْ
لوْ صَبرْتُ وظَننْتُ أنّ ظُلْمَكَ يزيدُكَ جَمالْ
وما هَمَّنِي إنْ انكَسَرْتُ وفَقْدتُ صَبْرَ الإحْتِمالْ
لا تَلُمْني
وإذا ما صَنَعْتُ مِنْ هَمْسِكَ لُغةً تُحاكي السُكونْ
وحَنّتْ أنامِلي لشَعْرِكَ واشتَقْتُ أظنُّ بكَ الظُنونْ
أو سَكِرْتُ برُضابِ ثَغْرِكَ وبدا بوجْهي الفُتونْ
ورأيْتَني كلَّ يومٍ أُجدِّدُ حُبَّكَ بِكلّ عَزْمٍ وجُنونْ
لا تَلُمْني
لا تَلُمْني على ضَعْفي وتَضَرُّعي وخُضُوعي
لا تَلُمْني في ذِلَّتِي فَلَذَّتي أنْ تَكونَ بيْنَ ضُلوعي
لا تَلُمْني إذا سَفَكَتْ مُقْلَتيَّ بِحبّكَ دِمائي ودُموعي
وإذا لامَنِي اللُّوامُ اعْطِفْ فلَكَ بعدَ اللهِ خشوعي
ولا تَلُمْني
سامي الشرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق