شمسُ عُمري

في كلِّ يومٍ وعلى مرِّ الأيامِ

حينَ يحينُ إنتقالي إلى اليومِ التالي

ولمْ اجدْكِ يا عُمْري أمامي

ولمْ ألمسْ يدَكِ وأُقبِّلْ ثَغْرَكِ الغالي

أُوقِفُ الزمانَ بدافعِ الغَرامِ

أُلْغي رِحلةَ عُمْري وأرْفِضُ إنتقالي

إلى أن تُقْبلي يا دِفْقَ السَلامِ

لأضُمَّكِ ومعاً نعْبِرُ منْ رَحْمِ الليالي

إلى فجْرٍ سِحْرُه كالمُدامِ

نَسْكَرُ إلى أنْ نُدْرِكَ صفْوَ الكمالِ

وأكونُ لكِ فارسَ الأحلامِ

وأنْتِ شمسَ عُمري وبهجةَ الوِصَالِ
 

سامي الشرقاوي

أنا المذنبُ والمصابْ

لمستِ بيدِكِ نشوتي بعثرتي 
أنفاسي فوق الهضابْ

عَصَرْتِ قلْبَ مُهجَتي 
فصارتْ للعاشقينَ الشرابْ

رشَفْتِ وجعَ عُمري لمْلمْتي 
جُرحي بكِ إلتأَمَ طابْ

كَفمِكِ بَسْمتي نَمْنمْتي 
جَعلْتي منها لشِفاهِكِ مِحرابْ


ولمّا معي قمتِ وصلّيتي 

عَلوْنا معاً فوقَ السحابْ

ناجيْتِ ربَّكِ وعاتبتي 
آه كمْ يطيبُ مع اللهِ العتابْ

ليس وحدَكِ عِشْقَنا ارتكبتي 
فأنا المُذنِبُ والمُصابْ

أَشْهدُ أنّي بحبِّكِ أنتِ 
لا أطْلُبُ عَفواً ولا أبغي متابْ

لا أطلبُ الاّ عفوَكِ أنتِ 
وعِندَكِ أرومُ حُسنَ المآبْ

سامي الشرقاوي

فستانها

ألحاني يعزفها حنيني

وحنيني بات يُبكيني

آه كم تتوق الى فستانها عيوني

آه كم عبقَتْ منه عطورُ الياسمينِ

آهِ كم شعشعَ لونُه الزهريّ في يقيني

آه كم رقصَ مع حبّاتِ المطرْ

على دقّات قلبي وشجوني

يا فستانَها تمهّل لنْ أتأخّرْ

لا تجنّ والتصقْ بها أكثرْ

وعندما أحضرْ

دع جنونك يعانقْ جنوني

أنا قادم...حبيبتي..

انتظريني

سامي الشرقاوي

وُلد المسيح

وُلد المسيحُ اليومْ من رحمِ البتولِ مريمْ

هلّلَ الكونُ بعدَ أنْ مِنْ مَهدِهِ نطقَ وتكلّمْ

كلمةُ اللهِ وضَعها قالَها وهبَها لكلِّ الخلْقِِ

يا لها من كلمةٍ صلّى على نفسهِ بها وسلّمْ

من روحهِ نفخَ اللهُ في السيدّةِ العذراءِ نفخةً

اصطفاها أعجزَ بها ما سبقَ من علمٍ وتقدّمْ

يا طفلَ المغارةْ أنتَ في الملوكِ الصدارةْ

أرسل لنا سحرَ الاشارةْ لنهنأً بسلامكَ وننعمْ

وُلِدَ المسيحُ اليومَ ليطيبَ كلُّ وطنٍ جريحْ

وتستريحَ نفوسُ الناسِ من شرِّ الخنّاسِ تسلمْ

وُلدَ المسيحُ اليومَ ووضعَ الهدايا في العُلبْ

ولُعبْ لاطفالٍ خُلقوا من تعبْ أسعدَهم وتبسّمْ

يا بسمةَ المسيحِ أقبلي علينا طوفي كفكفي

الدمعَ واصرفي همومَنا كفانا فُقنا كلَّ من تألّمْ

يا ملك السلام يا مخلّصْ خلّصْنا خلّصْ الانامَ

بكَ بدأَ اللهُ كلمَتهُ وبنبيّهِ محمّدٍ أكملها وتمّمْ

سامي الشرقاوي

لحن الغرام

اعزفي على اوتار قلبي لحن الغرامْ

وبدّلي كيفما تشائين في النغماتْ

أنت الهوى والغِوى وجرحة الآهاتْ

وأنا الشوقُ ولهفُ اللقاء في المحطاتْ

كوني في صحوتي ويقظتي وفي المنامْ

أو يكونُ يا مهجتي عليّ وعلى الدنيا السلامْ

سامي الشرقاوي

لا تلمني

لوْ قَضَيْتُ عُمْريَ أمشي وأحلَمُ بلِقائِكَ على الطريقْ

أوْ نَبذْتُ الناسَ أرفضُ غيرَكَ حبيباً ولِروحِي رَفيقْ

لوْ تأجّجْتُ بنارِ الوجْدِ تَحرُقُني وتَلذّذْتُ بهذا الحريقْ

وما عادَتْ الدنيا دونَكَ تَعْنيني وما عِدْتُ نَفْسي أطيقْ

لا تَلُمْني

لوْ عِشْتُ أرْعى الفؤادَ بالآمالِ كيْ وِدَّكَ أنالْ

أوْ رِحْتُ أبني قُصورَ حُبّكَ مِنْ سِحْرِ الخيالْ

لوْ صَبرْتُ وظَننْتُ أنّ ظُلْمَكَ يزيدُكَ جَمالْ

وما هَمَّنِي إنْ انكَسَرْتُ وفَقْدتُ صَبْرَ الإحْتِمالْ

لا تَلُمْني

وإذا ما صَنَعْتُ مِنْ هَمْسِكَ لُغةً تُحاكي السُكونْ

وحَنّتْ أنامِلي لشَعْرِكَ واشتَقْتُ أظنُّ بكَ الظُنونْ

أو سَكِرْتُ برُضابِ ثَغْرِكَ وبدا بوجْهي الفُتونْ

ورأيْتَني كلَّ يومٍ أُجدِّدُ حُبَّكَ بِكلّ عَزْمٍ وجُنونْ

لا تَلُمْني

لا تَلُمْني على ضَعْفي وتَضَرُّعي وخُضُوعي

لا تَلُمْني في ذِلَّتِي فَلَذَّتي أنْ تَكونَ بيْنَ ضُلوعي

لا تَلُمْني إذا سَفَكَتْ مُقْلَتيَّ بِحبّكَ دِمائي ودُموعي

وإذا لامَنِي اللُّوامُ اعْطِفْ فلَكَ بعدَ اللهِ خشوعي

ولا تَلُمْني

سامي الشرقاوي

دفتري الازرق

فتَحتُ بعد هَجرِ خزائنَ عطوري المعتّقة

انتقيتُ من بينها دفتري المخمليِّ الازرقْ

تعبِقُ من َمساماتِ غِلافِهِ شجرةُ ياسمينٍ

ومن كلّ صفحةٍ من صفحاتِه زهرةُ زنبقْ

غمّستُ ريشتَي بحبرِ أبيضِ ناقعٍ صافي 

تخطُّ برقّةٍ على الورقِِ خطّيَ العاشقِ المنمّقْ

نقشتُ على صفحتِه الاولى إسمَكِ وإسمي

ورسمتُ أمام الإسمين مِجدافينِ وزَوْرَقْ

راحَتْ الحروفُ تُبْحرُ في بحرِ هاديءٍ

تُضفي على روح الكلِماتِ بهجةً ورونقْ

تُجدّفُ بالزورقِ في رحلةٍ وِجهَتُها عيونِكِ

والدفترُ على لهفةِ اللقاءِ رَفْرَفَ وزَقْزقْ

لثمَ عطرُه قطراتِ الموجِ إليكِ يُرسِلُها

مع نسيمِِ الصَبا فطارَ بها نحوَكِ وحلّقْ

حبيبتي هذا دَفترُ عُطوري أهديهِ اليكِ

إحفظيهِ بقلبكِ يُنسِّقُ نبضَ قلبي مع دقّاتهِ

ويِحمِلُ أريجَكِ كلّما طيْفُكِ في عروقي تدَفّقْ

سامي الشرقاوي