أضاحي تلك البلاد

كنّا صغارا وأيام الأعياد

نحسُّ أنّ الدنيا كلّها لنا

نفرح بالملابس ونأكل الأضاحي

واليوم صغارنا من جهلنا

لا يجدون حتى الفُتات

وهم إمّا عراة

منتشرين في الشتات

أو هم بلعبة صراع البلاد

على الوطن المستباحِ

أضاحي تلك البلاد

سامي الشرقاوي

صغارنا على شواطيء الدنيا تموت

كنّا صغارا وكان أهلنا

يعصرون الدنيا ليأتوا لنا

بالحبّ والأمن والقوت

تبّاً لنا ماذا فعلنا

حتى صارت صغارنا

تُطردُ من البيوت

وفي شوارع العالم تجوع وتشقى

وعلى شواطيء الدنيا تموت

سامي الشرقاوي

أبدو كأنّي أبتسمُ

أبدو كأنّي أبتسمُ 

ولكنَّ ذلكَ لأنّي

عندما أشقى وأتألمُ

تتعالى نفسي عنّي

وترسمُ بوجهي هذي العلامة

فتظنّي انّي أبتسمُ

فلا تخدعكِ هذه الابتسامة

أأبتسمُ وبلادي وأنتِ تبعدونَ عنّي

بُعداً لا يَرحمُ

أأبتسمُ والفتنُ تأكلُ تاريخي 

وتنخرُ عظامه

أأبتسمُ ومُستقبلُ أولادي  

غامضٌ لا يُفهمُ

أأبتسمُ والأممُ تُسيّرُ عنّي حياتي

ويجبُ أن أرضى بما ترضاهُ الأممُ

فأنا إن بان سنّي

إعلمي أنّي بالحزنِ مُتخَمُ

فإن ألقى الله علينا سلامه

وخلصت البلاد والعبادُ من هذا التجنّي

ورأيتُ صغارنا ينعموا بما يحلموا

حينها فقط يا نبضَ فؤادي ... سأبتسمُ

سامي الشرقاوي

نحن بلعبة الأممِ كالطرشِ بالزفَات

نحن بلعبة الأممِ كالطرشِ بالزفَات

لا نفهمُ على ماذا يرقصُ النُدمان

نُدعى لأنّهُ بدوننا لا تُقامُ احتفالات 

ويجبُ أن نشهدَ على عقودِ القَران

ما مَضى بالماضي بغيرِ حلّةٍ آت

وعلى مزاجِ الأممِ تُقسَّمُ الأوطان

دمّرنا بعضَنا بالفتنِ والتآمرات

فـَ بتنا شعوباُ لا نُحسبُ بالحُسبان

سامي الشرقاوي

عودي ايتها الحياة

عودي ايتها الحياة 

عروساً من جديد

إحبلي بالخيرات 

وأنجبي حَبّ الحصيد

أجهضي منكِ العوَرات 

وكلَّ شيطانٍ مريد

لا نريد فينا أشراراً ولاة  

ولا أئمّةً للفتنِ تؤجّجُ وتَقيد

ولا نريدُ لأدياننا طُرقات 

نمشيها كما نشاءُ ونُريد

إنّما أعمالُ الدنيا زرعُ نَواة

ليومٍ نظنّهُ خيالاً بعيد

الناسُ فيه أمامَ اللهِ عُراة

الحكّام والدعاة والأسياد والعبيد

ليس فينا اليومَ مالكٌ لصكّ نجاة

ليكون لنا في الآخرةِ وكيلاً عتيد

كفانا نكون أمام الله تقاة

ونكون لبعضنا إخاءٌ وأمانٌ وطيد

سامي الشرقاوي 

فنّ الانتظار

علّمونا انتظار العيد

وأمّلونا بالسعادة والازدهار

إنّما منذ كنَا صغاراً وحتى كبرنا 

لم يأتِ ذلك العيدُ المجيد

ربّما فشل الكبار أو ربّما نحن فشلنا

أو ربّما ليس من حقّنا ما تأمّلنا

لكنّنا بكلّ تأكيد

بَرَعْنا جدّاً بفنّ الانتظار

سامي الشرقاوي

شوفيني البحر

زرعيني حدِّك ولمْلمِي مِنِ شْفافي حروف

تَمْتْمِي حروفي وخلّيها منِ شفافِك ندا تملّي 

يا حلوتي إنتي الشمس الـْ بـِ هـَ الدني بـْ شوف

شوفيني البحر واغطسي فيني كلْ ما بدِّك تفلّي

سامي الشرقاوي