سمعتُ همسَ صديقةٍ عاشقة
حلِمَتْ بمدينة الزيزفون
وكأنها جنّة الحبيبْ
فتطيّبتْ بالطيبْ
وبأواني الغزلْ
طهَتْ قلبَها المُحلّى بالعسلْ
وأولمَتْ لعشقِها الميمونْ
وتعطّرت بأريجِ الليمونْ
ورقصَتْ معه على إيقاعِ قصيدةٍ
كتبها وطنٌ مجروحْ
بنغمةٍ مارقةْ
سجّلي وسأسجلْ
أنّ ما كتبَتْ تلك الصديقة
هو في الحقيقة حقيقة
عندما نكون نحن في المشهدْ
فأنا من قبل أن أُولدْ
كتبني الله لكِ
ومن مدادِ نبضكِ
سنّ لنا الشرائع والقوانين
وحصّنَ جنّتنا بحصنهِ الحصين
يُرسل في كل دقيقة
على العاذلين
شهُبَهُ الحارقة
سجّلي وسأسجّلْ
أنّني سأرتّبُ هذا القدر وأحوّلْ
حياتكِ وحياتي
إلى نعيمٍ أبدي
ويكون الآتي
هو الحقيقة والحلم والخيال
واسطورة تُروى وتُقال
لحبٍ سرمدي
يُنهكنا العشقُ حتى الجنون
يُسكرنا الشوق حتى المجون
ننسجمُ روحان في قلبٍ ونفسْ
نتمازج لا نعرف اليأسْ
نكون نحن وطنّا
ويدفقُ الحبً منّا
وبهذا الدِفقْ
نُصبحُ في دنيا العشقْ
العلامة الفارقة
سامي الشرقاوي
عَلوْتُ حتى رأيتُ حدبةَ الارضِ من الفضاءْ
لم يمنعني شهابٌ ثاقبٌ ولا جانٌ أصابَهُ مَسْ
مررت ُبأقمارٍ تدورُ حولَ سناءِ الشمسِ بعناءْ
تحرقُهمْ نارُ لحظِها إنْ رنوا أو حاولوا اللمسْ
ولمّا رأتني دعتني الى أنوارِ قلبِها المُضاءْ
أقدمتُ أنا العاشقُ الرقيقُ والفارسُ ذو البأسْ
دنوتُ قبّلتُ جبينَ الشمسِ في وضْحِ السماءْ
أقسمتُ أردَّ عنها الشرّ إن هو مع الليلِ عسْ
أقمتُ رغداً في ربيعِ قلبِها وغيري باتَ بالعراءْ
كواكبٌ وأقمارٌ وعواذلٌ تهمسُ غيظَها همسْ
سيُخلّدُني الدهرُ ويروي بكلّ فخرٍ وكبرياءْ
عن سيّدِ العشقِ البطلْ الذي قبَّلْ جبينَ الشمسْ
سامي الشرقاوي
اللوحة من أعمال
Christiane Vleugels
دقّيت تلات دقّات وكنت ملهوف
وإنتي قبل ما تنامي كنتي عم تصلّي
فتَحْتي وضاعِت من شْفافي حروف
قد ما حِلوي بعد الصلا أكتر بتتحلّي
زرعيني حدِّك وفيني عْمِلي معروف
شمعة لصلاتِك وبعد الصلا نورها خلّي
تا شوفِك بالصلا انتي وواقفي وقوف
وبعد الصلا شوف ظِلِّك عم يساير ظِلّي
وشوفِك نايمي متِل ملاك بالحسن موصوف
وشوفِك كلْ شوَيْ قايمي وعليي عم تطلّي
مدري ربنا خالقِك غير الناس وبغير ظروف
مدري لمّن خلقِك كان مبسوط رايق ومتجلّي
تركيني دوب فيكي وحِبّك بالسر وعالمكشوف
وخلّيني غلغِل بقلبِك وانتي بقلبْ روحي غلّي
وشوُفي فيني القمر وانا الشمس فيكي شوف
وعمليني بحرْ اغطسي فيني كل ما بدّك تفلّي
سامي الشرقاوي
غابَ عن النفسِ والروحِ فرحةُ النصرِ
واحتلَّ الحزنُ قلوبَنا واحضرَ سكّيناً وكفنْ
صارتْ الراياتُ في الشامِ حمراً تقطرُ دماً
وتقلّبتِ القلوبُ بمصرَ وتمكّنتْ منها الفِتنْ
يا فرحةً اغتصبوها في دارِها ونحروها
وأملاً انهالوا عليهِ سفكاً وضراباً وطعَنْ
كيفَ للذكرى أن تُفرحَنا وتُثيرَ البهجة فينا
لو اعتبرنا أدركنا كمْ مِن مُغتصَبٍ منّا تمكّنْ
فلسطينُ ما عُدتِ وحدكِ الدولةَ المهتوكةَ
بأيدينا هَتكْنا أعراضَ البلادِ في كلّ الوطنْ
أُصبنا ببلوى الجهلِ فأترَفََنا وشلَّ عقولَنا
دمّرنا الوطنَ جعلناهُ وكأنهُ يوماً لم يكنْ
سامي الشرقاوي