28‏/03‏/2012

أعوذ بالرحمن من ثورة غضبتك



أعوذ بالرحمن من ثورة غضبتِكْ
تُناقضُ رقّتِكْ فهي صلبةٌ لا تلينْ

آمنتُ بتوأمةِ التناقُضَ في روعتِكْ
وبأنّ الجنونَ هو شريعةُ العاشقينْ

كيفَ يُمكنني أنْ أعشقَ صفوتِكْ
وأقبل منكِ سطوتكِ التي لا تستكينْ

أو يُذيبني في غرامِكِ رحيقُ بسمتِكْ
ويحرقني بعذابٍ سعيرُ جوْرُكِ الدفينْ

أو أسبح في أعماقِ بحورِ دمعتِكْ
وأغرق في جدولِ هدوئِكِ الحزينْ

أو انتشي بروائح ورودكِ وجنّتِكْ
وأختنق بدخانِ نيران ظنّكِ الظنينْ

أو أناشد عطفكِ وعفوكِ ورحمتكْ
وقسوةُ عنادكِ تطغو مع الطاغينْ

ولمّا كطفلةٍ حنيْتِ لاقبّلَ وجنتِكْ
غرستِ بقلبي سلاماً وودّاً وحنينْ

ثم عُدتِ جنيْتِ بقوةٍ فتحتِ جبهتِكْ
غرفتِ من أنوثتكِ ناراً عليّ تَصبّينْ

وأنا بين الهنا والضنا وسرّ قدرتكْ
حرتُ وآثرتُ البقاءَ لديكِ رهينْ

زنوبيا لم تمتْ روما من ضربتِكْ
إنّما هو قلبي كلّ يومٍ بِصَمْتكِ تقتلينْ

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات: