02‏/03‏/2012

سقط النفيس



سقط النفيسُ فجأةً من العيونِ
وخيّمَ على النفسِ حزنُ الزمانْ
كم يوجعُ الفؤادَ سقوطُ النفيسِ
يقعُ ضحيةَ خسيسٍ من الصبيانْ
يبكي الشاعرُ على وحيٍ ماتْ
بعد ان نزفَ من قلبهِ والشريانْ
ويدمعُ الانسانُ على حبٍّ هوى
كاد أن يكونَ اسطورة الانسانْ
مررتُ على بيتٍ كنتُ شيّدته لها
من عقود الياسمين وطوبِ الجنانْ
بنيته بحنانٍ على شطّ بحر هواها
آه كم غارتْ يا شطُّ منك شطئآنْ
تركتُ على السرير دفتراً ازرقاً
فيه رسمتها بلونٍ أدهشَ الالوانْ
رميتُ من قلبي زجاجةَ عطرها
ما تعوّدت عطراً لا يعبقُ بالوجدانْ
جرّدتُ حواسي من ايّ اثرٍ لها
لن احملَ معي شعوراً لم يصانْ
سحبتُ ملابساً كنتُ عندها ركنتها
ملابس شاعرٍ وفارس الفرسانْ
رأيتُ جرحي ينزفُ من مرآتها
تذكّرتُ كم لمْلمتْ جروحي بحنانْ
لعنتُ البيتَ واليومَ الذي فيه سكنتهُ
رحلتُ وصورها معلقة على الجدرانْ
اقلعت بسفني وفي بحر الهوى مخرتُ
تركت الاقدارَ تكون لسفينتي ربّانْ
لوميني يا نفسي كما شئتِ لكنّي مللتُ
أن اكونَ للزور شاهداً ومللتُ النكرانْ
ستظل في القلب جرحاً ونزفاً ما حييتُ
يوجعني حيناً وينشيني بعضَ الاحيانْ

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات: