قهوة الصباح

إسكبيني في قهوةِ صباحك ذوّبيني...

رَشْفةً رَشْفةً إرشفيني

ودعي منّي على الشِفّة نُقْطَهْ

ثمّ بيْنَ شِفّةٍ وشِفّةٍ نقّليني

ومِن النقطةِ عودي واخلقيني

نجلسُ معاً على الشُرفهْ

أسقيكِ من قَهوتي شَفّهْ

وشَفّةٍ من رضابِ الشِفّة تسقيني

سامي الشرقاوي

أنا قادم انتظريني

آه لو تعلمين ان حبّات المطر تلك تنزفها عيوني

آه لو تعلمين كم هذا الفراق يضنيني

وكم الى ذلك المقعد يجن حنيني

قدرك انا المجنون بحبك

وقدري ان الجنون بك لا يكفيني

احبك

سأقولها على الملأ

لن أقبل ان يقتل حبي الصدأ

أحبك يا ساكنة في عيوني

سآتي على جناح الملك

لأحملك

وأطير بك

وننسى معا كل ما اتعبني واتعبك

انتظريني يا منية روحي

أنا قادم... انتظريني

سامي الشرقاوي

سيّد العشق وسنا النساء

منذ كان عرشُ اللهِ على الماءْ  

صبَّ على الدنيا بحرَ الاماني

كتبَ في اللوحِ لنا موعدَ اللقاءْ  

نلتقي على شطّهِ مدى الازمانِ

البحرُ يشهقُ يزفرُ يدنو بحياءْ  

يشمّ عطرَكِ كالعاشقِ الولهانِ

وانتِ نَشوةٌ صفاؤها كالسماءْ   

تَسكُبي عليهِ وَرْدَك والريْحانِ

هاتي يدَكِ نَجلِبُ رِداءَ المساءْ  

للشمسِ ليضمّها بحرُ الحنانِ

أهدَتْكِ قبلَ ولوجَها بحرَ الهناءْ  

تاجاً حمَلَتْه ملوكُ الأنسِ والجانِ

مَشيْتِ أنتِ مِشيةَ الغِنْجِ والبهاءْ 

ومَشيْتُ نحوَكِ مِشيةَ الفُرسانِ   

أنا سيّدُ العِشْقِِ وأنتِ سنا النِساءْ

شمسُ الاصيلِ على دنيا الثقلانِ

عِشْقَنا حبيبتي قَدرُ اللهِ والقضاءْ

مُنذُ الازلِ لم يَزلْ في الحُسبانِ

سامي الشرقاوي

خطيئة آدم

اذا كان العشقُ ذنباً لا يغتفرْ

فأنا لا أطلب الغفرانْ

لكنّه من نِعَمِ اللهِ ارادها

كي نَدخُلَ به نعيمَ الجنانْ

ما لُعِنَ آدمُ بخطيئةِ حبّهِ

بل لُعِنَ مَن كَرِهَ الانسانْ

غفرَ الله لآدمَ كلَّ ذنبهِ

فقط لأنّه عاشقٌ ولهانْ

سامي الشرقاوي

قلتِ أحبّكَ

يا امرأةً فاقَ عشقُها حدودَ الخيالْ

تختفي النساءَ اذا حضرتِ

يا امرأةً حدّدَ اللهُ بها أطرَ الجمالْ

قالَ كوني الجمالَ فكنتِ

تاهتْ الارواحُ وترقرقتْ المِقالْ

عندما على الملأِ أعلنتِ

قلتِ أحبّكَ أنا لكَ طيبُ الوصالْ

آه ما أطيّبَ ما قلتِ

ما عدتُ خيالَكِ ولا واقعاً مُحالْ

أو قصيدةً كنتِ كتبتِ

ولا طيفاً يهيمُ في الليالي الطوالْ

كلّما على الوسادة حلمتِ

صرتُ في قلبِك نبضةَ الآمالْ

كلّما بي يا عمري خفقتِ

أنا نسجُك لبستُ ثوبَ الكمالْ

لمّا بيدِكِ روحي لمستِ

أنا بعدَ حبّك تركتُ لكِ الافعالْ

لتفعلي بي ما فعلتِ

لا يمكنُ أن أقارنَ بباقي الرجالْ

لأنني يا حبيبتي

من صُنعكِ أنتِ

سامي الشرقاوي

اختصرت بك النساء

أنا منذ عشقتكِ اختصرتُ بكِ النساءْ

وسكنتُ معكِ في كوكبِ كونكْ

تركنا الارض وبنينا في السماءْ

بيتاً على ضفافِ شاطيءِ حسنِكْ

يا بِدْعَ الاناملِ في رسمِ الصفاءْ

ملئتِ الحياةْ لوحاتْ من فنّكْ

يا نبضة قلبي لي عندَكِ رجاءْ

مرّري اناملكِ على روحي لأنّكْ

بها تحييني ومنها اتنفّسُ الهواءْ

فأبلغُ بكِ نشوتي كلّي لكِ....

ومِنِّكْ.

سامي الشرقاوي

الى ابنتي زينة في عيدها

في عيد ميلادك اليومَ يا ابنتي

سأشدو حَمداً وشُكراً شِعراً و نَثرا

أُحبُّ بِرضاءِ اللهِ تعالى نحنُ وأنتِ

نُعلنُ على ما مَسّكِ مِن ضُرٍّ النصرا

استأذنتُ رجوتُ مَنْ لهُ بصبرٍ أنبتِ

لذتُ اليهِ أستبقُ الوقتَ وأُعلنُ الامرا

وهو بإذنهِ بِكَلمَةٍ بعدَ حينٍ من الوقتِ

سيأمرُ أنْ يَتُمَّ شِفائكِ ونَزُفَّ البشرى

وسُيجزيكِ يا ابنتي على ما صَبرتِ

وسنفرَحُ معكِ بإذنهِ فرحتكِ الكبرى

كفاكِ قد قاسيْتِ مدى زمنٍ وعانيتِ

ما يهِدَُّ عزمَ الجبالِ ويُفتّتُ الصخرا

كتَمْتِ قلِقْتِ احتَملتِ لكن ما هويْتِ

صبَرتِ صبرَ أيوبْ بلْ فُقتيهِ صبْرا

كمْ قَسَتْ عَليْكِ أوجاعُكِ ما انْهزْمتِ

هَزمْتِ المرَضَ قَسمْتِ للآلامِ ظهرا

يدَ اللهِ بقوّةٍ أمسْكتِ بإيمانِكِ تمَسَّكْتِ

إن نسينا تُذكّرينا أنّ مع العسرِ يسرا

الفرحةُ بعيدِكِ اليومَ يا ابنتي يا حبيبتي

مَلأَتْ بَهجتُها الكونَ كلَّهُ جواً وبرّاً وبحرا

قومي للحياةِ عيشيها عمراً طويلاً فقد نُلتِ

مَحبّةَ اللهِ نِعمَتَهُ عليكِ أنْعمَها سِرّاً وجَهرا

كلّ عامٍ يا ابنتي في الهنا سَعِدْتِ وعِشْتي  

مَديدَ عُمرِكِ دُمتِ لنا زينتَنا ولِعُيونِنا قُرّه

كل عام وانت زينة حياتي

بابا سامي 

أنت وأنا

انت وانا..

دويتو نثر وشعر

شمس الاصيل وسامي الشرقاوي

لا حبيبي لن ادع الواو بيننا

سأقول : انت انا

انت.. يا نبضا يخفق بداخلي

لو كان هذا الحرف ينطقُ       لقال انا الحرف الواصلْ

أنتِ يا نبضاً بي يخفقُ          لا يحولُ بيننا حائلْ

يا عشقي المعتق منذ زمن في خوابي انتظاري..

عشقك في خوابيكي معتّقُ       وشمسُك شمسُ الاصائلْ

أشربُك وفي سمائك أحلّقُ        أرضُك أرضُ الوصائلْ

حتّى انتحر الصبر على صدري

لتأتي متوشّحا السماء رداء

رداءُ غرامكِ رائعٌ منمّقُ        نسيجُ حسنِ الخمائلْ

فتخجل الشمس

و تعلن الغروب قبل الأوان

لتطويني تحت ذراعك و في احضانك .

في مسامِك أسري لا انطقُ      أنا في انفاسك ساهر وقائلْ

يا عاشقي ..

يا من خلقت له و من أجله

أريد أن اعيشك كما لم اعش من قبل

ان أتسرّب مع انفاسك

امتزج بدمائك

ارتوي بشريانك و نبضك

لأصبح فضاءك و ارضك

حبيبي

تعال نبني معا حلمنا الجميل..

سقفُنا على الآهات معلّقُ        جَدلَتْ النسائمُ حوله جدائلْ

نورُه في الكون يبرقُ           وظلّنا على يمينه والشمائلْ

لأرويك من كأس العشق سكرات جنون.

أغبّ كأس عشقك أشهقُ         أغوصُ معكِ في بحر الهوائلْ

أرويك ترويني لا تفرقُ         بنينا حبّنا على لذّة المناهلْ.

لأعلّمك الحب حتى تهذي

أنا بين يديكِ تلميذٌ أطبّقُ        درسَ الهوى أحلُّ المسائلْ

لا أهذي الاّ بكِ لا أرمقُ        مهما اشتدَّ علينا قولُ قائلْ

فمن غيرك اخرج قلبي عن القانون !!!

قوانينُ الدنيا بأيدينا نحرقُ       قانوننا لا يطالَه طائلْ

شواطئُك تحويني تترفقُّ         جنون ألحاني تشدوها البلابلْ

لتسكب جنونك لحنا..

يغازلني بهمساته..

يسكرني بلمساته

أنا لولا ربيعُك لم أُخلقُ          لو اجتمع لخلقي كل الوسائلْ

فتصبح كل اضلعي شواطئ دائمة الشتاء

تنتظر رسوّ سفنك الدافئة

لتعلن بدء الربيع

ليس لي غيركِ شمساً تشرقُ

وحّدتُ دمي بك ولك تحديد الفصائلْ

شمس الاصيل

سامي الشرقاوي 

مشوار الشمس

أرافق الشمس في مشوار جميل

نتمشّى معا نحوأفقها في الاصيلْ

أمسك يدها أشبكها يهفهف شعرها

يبعث نحوي نسمات تشفي العليلْ

ترتّل لنا ألحانا تناغشنا نصبو لها

آه كم تُبدع النسمةُ في الترتيلْ

نقف على حدّ موج الشطّ تبتسمُ

تعلم كم يطيب الآن طعم التقبيلْ

تحنو عليّ .. شفتي بشفّتها تلثمّ

ترجفُ على فمي رجفاً جميلْ

يسكت الكلامُ عنّا تضمّنا ضمّة

نغيبُ هي وانا في عناق طويلْ

والموج يدغدغ شوقنا يداعبنا

لا ندري رفيقٌ هو أم دخيلْ

تهمس تتنفّس تأنّ تلك الأنّةُ

تلمسُ روحي تحييني أنا القتيلْ

تقول أحبّك أحبُّ عشقي لكَ

أنا لكَ خليلتك وأنت لي خليلْ

يا قدراً يعبث دائماً بنا قف هنا

أعطنا من عطفك ولو شيئا قليلْ

أو دعنا وشأننا لنا ربّنا يلطف بنا

هو معنا يجمّل حبّنا غاية التجميلْ

يا شمسي يا منية نفسي يا أنا

فيكِ أقيمُ بكِ أهيمُ ومعكِ يحلو الرحيلْ

سامي الشرقاوي

هكذا أرى وجهكِ

فضلاً عن خلق كل البشر

بيده رسم الله وجهَكِ وصوّرْ

غمسَ بالنور ريشته

مسحَ المحيّا فأشرق ونوّرْ

خصّ العيون بسحر الحورِ

وعلى الشفاه من الكوثر قطّرْ

لمس الأنفَ بإصبعٍ قدسيٍ

ومن دفءِ رحمته خدّيك قمّرْ

أذناك واعيتان منمنمتان

هكذا شاء لهما ربُّكِ وقدّرْ

رشّ وجهََكِ من روحهِ رشّةً

أينما نظرت في السماء

وجهَك حبيبتي فيها أتصوّرْ

سامي الشرقاوي

يا بحر

يا بحر
سفينةُ حبيبتي وجهتُها عيوني

حافظْ عليها واحذرْ

تحملُ حنينَها وحنيني

إهدأ كي لا تتكدّر

ترفّق سترسو في يقيني

لا تغدُرْ أنا منكَ أغدَرْ

عصفُكَ لا يوازي جنوني

أنا الفارس الغضنفرْ

إن قمتَ بأي فعلٍ مُشينِ

جفّفتكَ جعلتكَ قاحلا أغبرْ

حبيبتي

لا يقلقُكِ غولُ الثواني ولا السنينِ

فقد لجمتُه حتى صارَ منكِ يحذرْ

عودي تعودي على لحنِ أنيني

فرشتُ لكِ الشواطيءَ مرمرْ

إرسي على شطِّ عِشقي دعيني

أهفهفُ شعرَك وبعطرِكِ أسكرْ

وإن أسكرْ خذيني وضِمّيني

غرِقً البحّار بعدما فيكِ أبحرْ

كطفلٍ هدْهدْيني رضابَكِ اسقيني

ماءُ زهرٍ مِزاجُه مسكٍ وسكّرْ

سامي الشرقاوي

خوابي الجنون المعتّق

على الصهوةِ امتطيني  

وغرّبي بي وشرّقي

إحقني جنونَكِ بجنوني  

بدّدي العقولَ وفرّقي

نحن مِن بدءِ التكوينِ   

قَطَعنا دروبَ المنطقِ

إغمسي حبَّك بحنينني  

فوقَ الغيومِ حلّقي

بإسمِك أُقسمُ يميني     

لأجلكِ أناجي جُلَّقِِ

لا تضعفي لا تهوني   

خُذي أنفاسي وأحرقي

في خوابيكي اسكبيني  

خمرَ جُنوني عتّقي

بعد ذلك اشربيني      

شهدَ الجنونِ تذوقّي

على شفتيكِ اتركيني   

من مِزلقٍ لمِزلقِِ

ثم عودي وارشفيني    

بكلِّ تأنّي وترفّقِ

فيكي يكتملُ جنوني    

اليكِ أسمو وأرتقي

عندَكِ أضيّعُ يقيني     

ومنكِ الجنونَ أستقي

منّي انهلي معيني      

لا نحذرُ شيئا لا نتّقي

أنتِ أميرةُ الياسمينِ    

جنونُ حسنُكِ يعبُقِِ

وأنا فراشةً دعيني      

على خدِّكِ المتألقِِ

أتحسّسُ فيكِ حنيني    

وأروي بكِ تشوّقي

سامي الشرقاوي

سرّ الياسمين

حبيبتي

سأقولُ لكِ سراً عن حالنِا       

يسمحُ اللهُ انْ يكونَ للورى مباحْ

كلّما طوى اللهُ سماءَ كونَنا      

وأقفلَ سجّلاتٍ من كتبٍ وألواحْ

يشاءُ أن تنفذَ منْها روحُنا               

وتسكنَ في البرزخِ باقيَ الارواحْ

لو تاهَ منّا أو ضاعَ عنّا حرفُنا  

لنادتْنا بعدَ الصلاةِ ديوكُ الصباحْ

أو يُعيدُ الخالقُ صيغةَ خلْقِنا ْ            

نكونُ في الورودِ والزهورِ الُلقاحْ

فينضجُ الرحيقُ من شهْدنِا              

ونلتقي كلّما انتشرَ عطرٌ وفاحْ

سمعتُ همسَكِ حسبتُها الجنّة    

تنادي فؤادي أقْبِلْ صَدري مُتاحْ

قرأتُ حَرفَك يكتبُ عشقَنا      

تَكرّرَ بإسمي حرفٌ صارَ وشاحْ

تهمُّ أن تُقبّلَ خدَّك أقمارُنا               

فيُعجزها حسنُكِ عنكِ لطولِ البراحْ

أميرةَ الياسمينِ أميرتي أنا      

أفوحُ منكِ من عطرِك روْح وراحْ

دبّرَ اللهُ لنا في صفوةٍ أمرَنا     

خلقَ حبَّنا ثمّ على عرشِه استراحْ 

نسبّحُ تسبّحُ الملائكةُ حولَنا     

وتدعو لنا كلَّ صبحٍ وعند الرواحْ

حبيبتي ليس صدفةً حبَُّنا       

هو مع بدءِ الخلْق نورٌ صُراحْ

قصصُ الهوى تجدّدُ عمرَنا     

كلّما تنفّس صبحٌ بنا وفجرٌ لاحْ

سامي الشرقاوي

أميرة الياسمين

حبيبتي كوني كما تشائينْ

طفلتي سيدتي حبلَ الوتينْ

عيشي معي في داخلي حولي

إغفي على ذراعي اليمينْ

امسكي يدي تمسّكي بقميصي

إلعبي كطفلة صغيرة

لعبة الخيال والاميرة

في حقول الياسمينْ 

أرقصي رقصَ المراهقينْ

أنا معك أحمي من الاذى أنوثتكِ

ومن أي مرضٍ لعينْ

فأنا مذْ قبّلتكِ

حصّنتكِ بحصنٍ حصينْ

كيف نرحلْ

ونحن كلَّ يومٍ في حقول الحنينْ

نسقيها من رحيقِنَا روحََنا تُنعشْ

نصبحُ من الخالدينْ

نعيش الى أبد الآبدين

وأبقى خيالَكِ المدهشْ

وأنتِ أميرةُ الياسمين

سامي الشرقاوي

الطفل العنيد

كيف عنك يا حبيبتي أرحل

وأنا نسيج قلبك والوريد

ولا استطيع التنفس الا بك

أو أموت بحبك شهيد

يوم أنجبتيني من رحم قلبك

مخاض عشقٍ بمولود جديد

ويوم أسميتيني حبيبك

وهدهدتيني على صدرك

أنا الطفل العنيد

أصبحت نبضة فكرك

وأنت حَبلي الوريد

اخترتيني دنياكي وعمرك

واخترتك عمرا مديد

مزجتيني مع خصائص دمك

لأني هكذا انا أريد

وكلما قلتِ حبيبي أحبك

أولد أنا من جديد

سامي الشرقاوي

ظلّك الممدود

حبيبك أنا منذ الازل ولم أزل

في حياتك هذا الرجل

ولقصيدتك ذاك البطل

صرتُ خواطرا وكلمة حب

تكتبينني كل يوم بلا كلل

فإن فقتُ كل الحدود

وكنتُ لك كل الوجود

فذلك لأني يا حبيبتي

ظلّك الممدود

سامي الشرقاوي