تــمرُّ عـلينا الأعــوامُ تتْرا وفـي كـلٍّ عام
نُقـتَلُ ونـُشرَّدُ ونُهانُ ونُساقُ كالأنعام
نُحكّمُ فينا الأغرابَ ومَن هُم لنا كارهينا
ونقولُ يا ربّ متى يأتينا منكَ ســلام
نَمشي للوراءِ جُهّالاً منبوذينَ مُتـخلّفينا
بعـدَما كنّا نـمشي قُـدُماً أمـامَ الأنــــام
قَتَـلنا تاريخَنا ونَخْوتَنا وكلَّ جــميلٍ فينا
قتلنا قلوبَنا وحـبّنا ومجدَنا والأحـــلام
ومـن يقــتلُ أحلامَه يعِشْ لأبدِ الآبـديـنا
حيّاً ميّتاً في غياهبِ الجهلِ والظـلام
يا عامُ أقدِم بما لديكَ سنقْبَلُ صاغرينا
ماتَ حِسُّنا واعـتدنا العيشَ بالأوهـام
فـي كل عــــامٍ نـظـنُّ أنَّ الله ســـينـجـيـنا
كيفَ يُنجـينا ونحنُ لهُ أشدُّ الخــِصام
ننصاعُ للأئمةِ الكاذبينَ نردّدُ الآمــــــينا
وبأيْدينا نُقــطّعُ حبائلَ وصلِ الأرحــام
نحـنُ نعـيشُ أخْـذَ ربِّنا لنا بـِ الســـنـيـــنا
نمتهِنُ الوقـــوفَ أمامَ العالمين أقــزام
ولّوا رجالٌ كانوا لنا في الـنوائبِ مُـعـينا
والـيـومَ لـيسَ فـينا غير صُــنّاعِ كــلام
فإن لم نُعِد إحياءَ الحبَّ والنخـــوةِ فـينا
لنْ يهلّ عامُ الغوثِ من بينِ الأعوام